قصص مشوقه للأطفال حديثة (قصة الراعي وشجرة التوت)

أ / مروة سامي الجندي

القصص المشوقة التي تقدر أحداثها على الفوز بحب الأطفال وإعجابهم تعد قليلة، ومن بين تلك القصص المشوقة التي خصصت للأطفال قصة الراعي وشجرة التوت، قصة مشوقه للأطفال حديثة ورائعة تحمل في أحداثها معانٍ وعبر كثيرة.

قصة الراعي وشجرة التوت

ذات صباح جلس راعي الغنم بجوار إحدى شجرات التوت كثيفة الفروع، استلقى على الأرض وهو يبسط ذراعيه وبمقابله كلبه مستلقي يراقب خروج أي غنمة عن القطيع ليجري اليها ويعيدها.

اختلى الراعي مع نفسه وهو يستمتع بزقزقة الطيور التي تتنقل بين فروع شجرة التوت وتقف على حباتها الصغيرة ترقص وتتمايل، فتسائل الراعي في عقله لماذا اختارت كل هذه الطيور الوقوف على شجرة التوت هذه لتكون هي مسكنها الذي تبني عليه أعشاشها وتترك به صغارها بعد ان تطير لتبحث عن الطعام.

غفى الراعي في النوم لدقائق حتى ايقظته هزة خفيفة جعلته يفيق مذعوراً ينظر يميناً ويساراً ولكنه لم يجد شيئاً، فعاد مرة أخرى الى شروده ولكن لم يفت لحظات حتى شعر بهزة أخرى، فقام ليستطلع الأمر من حوله حتى أطمئن أنه لا يوجد أي خطر من اي نوع.

قصص اطفال قصيرة جدا

قصص مشوقه للأطفال حديثة

عاد الراعي في مكانه وغاص في النوم من شدة إرهاقه، وبعد دقائق أتاه صوتاً مكتوماً، فأستيقظ مرعوباً عازماً على الهروب من هذا المكان، ولكنه ما كاد أن يقف حتى سقط على وجهه ليصطدم بالأرض بقوة، فنظر الى قدميه اللتان أحس أنهما مكبلتين ليتفاجأ بأن فروع شجرة التوت هي التي ألتفت عليه.

خاف الراعي بشدة وشعر أنها نهايته وأن الشجرة ستسحب به الى باطن الأرض شيئاً فشيئاً حتى يموت، والكلب يجلس في الجهة المقابلة ينظر الى صاحبه ثم الى الأغنام ببرود مُخيف، حاول الراعي أن يلفت انتباه الكلب الى أن ينبح أو يثير جلبة لطلب المساعدة ولكن الكلب ظل جالساً لا يأبى بما يحدث.

انتفض جذع الشجرة بقوة ليدب المزيد من الرعب في قلب الراعي ويجعله يغمض عينيه ويخفي وجهه بذراعيه لاتقاء اية هجمات.

مرت لحظات ثم فتح الراعي عينيه ليرى لحاء شجرة التوت يفتح لتظهر منه عينين وأنف وشفتين كبيرتين.

تحدثت الشفتين بصوت غليظ للغاية من شأنه أن يرج الأرض والأشجار المجاورة رجاً شديداً زاد من خوف الراعي، انتفضت شجرة التوت بقوة لتسقط الكثير من أوراقها ولتفزع الطيور من أعشاشها مرعوبة تطير بعيداً، وأحكمت قبضتها على قدمي الراعي بقوة،

تهزه الى اعلى وأسفل، ثم تحدثت بكلام يُشبه في لهجته صوت قاضي المحكمة القوي والصارم قائلة: أيها الراعي تهمتك الآن هي حرق وإتلاف أوراق وأغصان الأشجار الحاضرة، لقد كنت تتلذذ بشكل النيران وهي تلتهم الأخضر واليابس.. هل أنت معترف بالتهمة المنسوبة إليك؟

تعرف علي: حواديت أطفال حديثة مكتوبة 2024

أحلي قصص حديثة للأطفال

قصص مشوقه للأطفال حديثة

هز الراعي رأسه بالاعتراف وهو يبكي بعيون ذليلة وبرجاء لتخفيف الحكم، تقاربت الأشجار من بعضها وأشبكت أغصانها معاً للتداول وإصدار الحكم ضد الراعي.

أسندت شجرة التوت مهمة النطق بالحكم لإحدى الأشجار الصغيرة الجميلة والتي توسطت المكان وتحدثت برقة قائلة: بعد أن اعترفت أيها الراعي بجريمتك، قررنا ابقائك مُكبل القدمين هكذا حتى المساء، وابتداءاً من الغد مطلوب منك غرس عشرين شجرة، هز الراعي رأسه بالموافقة وهو ينظر اليها في خوف.

فبدأت الأشجار تتحرك وتعود الى أماكنها مرة أخرى، ثم شعر بأن هناك من يهزه بقوة ليستيقظ من هذا الحلم المزعج.

وقف الراعي بعد أن أفاق وحمد الله على أنه لايزال حياً نظر الى شجرة التوت الضخمة وقال لها: لقد صدقتي يا شجرة التوت، وسأبدأ بالفعل في تنفيذ الحكم، وبدأ الراع في عملية غرس الأشجار بحماس وحب وهو نادم على فعلته.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *