حرمانية إجهاض الجنين

أ / سمر السيد البدوي

حرمانية تنزيل الحمل إجهاض الجنين من موقع محتوى، إن الشريعة الإسلامية ولت اهتماما كبيرا بكافة تفاصيل حياة الإنسان منذ ثبوت وجوده في بطن أمه، حيث ثبت في هذه المرحلة حق الجنين في الحياة وعدم جواز الاعتداء عليه قبل ولادته وحتى بعد الولادة، حيث أثبتت الشريعة حقه في الرضاعة والحضانة والتنشئة الصالحة وغيرها من مظاهر الاهتمام الأخري، والإجهاض يعنى إلقاء الحمل قبل أن تكتمل مدته سواء كان هذا الإلقاء بفعل فاعل أو كان تلقائيا، ومن خلال المقالة التالية نتعرف سويا على حكم إسقاط الجنين.

حرمانية تنزيل الحمل إجهاض الجنين

حرمانية تنزيل الحمل إجهاض الجنين

حرمت كافة الأديان الإجهاض، باعتباره نوع من قتل النفس التي حرم الله سبحانه وتعالى، فالجنين لا ذنب له حتى يتم حرمانه من حياته قبل أن يخرج إليها، والدليل على تحريم الإجهاض قوله عز وجل  (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)، والفساد هنا يعنى إهلاك النسل أي الإجهاض الذي هو فساد يغضب المولى جلا وعلا.

وقد اختلف الآراء حول الموعد الخاص بتحريم الإجهاض، فمنهم من ذهب إلى جواز الإجهاض في الأربعين يوما الأولى وتحريمه بعد ذلك، ومنهم من ذهب إلى تحريمه من اليوم الأول للحمل لنزول النطفة في الرحم، ولكن جميع الآراء ذهبت في النهاية إلى تحريم الإجهاض نهائيا بعد مرور الأربعين يوما من الحمل، ونحن هنا نقصد الإجهاض الاختياري الذي تكون فيه الأم هي المسئولة عن الإجهاض وقررت إسقاط الجنين  لأي سبب كان، وليس في حالات الإجهاض الطبيعي التي ليس للأم يد بها، كأن تسقط فيتم الإجهاض أو يكون الحمل ضعيفا فيسقط الجنين من تلقاء نفسه أو غيرها من الأمور الأخري التي تؤدى للإجهاض والتي تكون بيد الله وحده لا دخل للإنسان فيها.

حرمانية تنزيل الحمل إجهاض الجنين

إن الدين الإسلامي الحنيف دين رحمة وقد جاء رحمة بالأطفال والأمهات، فالإجهاض له العديد من الآثار الجانبية شديدة الخطورة على الأم، فهنالك مضاعفات كثيرة لا تحصى من شأنها أن تحدث للأم في حالة الإجهاض والتي يأتي في مقدمتها ثقب الرحم والنزيف وجرح عنق الرحم وتهتكه وحدوث التهابات قي الجهاز التناسلي الأمر الذي قد يؤدى إلى انعدام فرصة حصول الحمل في المستقبل لا قدر الله، وهذه الأعراض ليست بالأعراض البسيطة التي يمكن التغاضي عنها وعدم أخذها في الاعتبار، فالآلام النفسية والجسدية التي تتعرض لها المرأة تكون كبيرة بدرجة قد لا تقدر على تحملها.

وقد أجاز العلماء الإجهاض إذا ما ثبت أن بقاء الحمل قد يؤثر على حياة الأم ويعرضها للخطر، وهذا الأمر لا يتم إلا بفتوى شرعية، فالمفتى لابد وأن يرى تقريرا من جهات طبية معتمدة والتي توضح مدى  خطورة بقاء الحمل على الأم بما لا يدع مجالا للشك، والإجهاض هنا لا يتعلق بفترة الحمل ولا مدته، فمتى ما ثبت خطورة هذا الحمل على حياة الأم فيتم على الفور اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإجهاض ذلك الحمل.

حكم إسقاط الجنين

حكم إسقاط الجنين

قام العلماء بتقسيم الإجهاض إلى فئتين، الأولى قبل نفخ الروح والثانية بعد نفخها، وبناء على هذا التقسيم فقد تبين الحكم الشرعي للإجهاض، حيث تم الاتفاق على أن نفخ الروح يكون بعد مائة وعشرون يوما من الحمل، وفى المقابل اتفقوا على أن الإجهاض بعد نفخ الروح من الأمور المحرمة شرعا إلا في حالة الضرورة الطبية والتي تستدعى وجود خطر على حياة الأم.

وبالنسبة للإجهاض قبل نفخ الروح فقد اختلفت فيه الآراء الفقهية، حيث ذهب المالكية والإمام الغزالي إلى أن الإجهاض قبل نفخ الروح حرام مطلقا ولا يجوز ذلك في أي مرحلة من مراحل تكون الجنين، فيما ذهب الحنابلة إلى تحريم الإجهاض من مرحلة المضغة أما الإجهاض قبل هذه المرحلة فلا شيء فيه، وقد اتفق الحنفية مع الحنابلة في جواز الإجهاض قبل مرحلة المضغة.

كلمة أخيرة

حكم إسقاط الجنين

إن الأطفال زينة الحياة الدنيا ولا يعرف قيمتهم إلا من حرم منهم ولم يرزق بأطفال، فهؤلاء من نرى في أعينهم قيمة أن يكون لك طفلا، حيث ترى مشاعر الحسرة تسيطر عليهم ولديهم الرغبة الشديدة في امتلاك طفل بأي شكل مهما كان، فالله سبحانه وتعالى وضع غريزة الأمومة في كل أم، ولذلك نتعجب من الأمهات التي تقوم بإجهاض نفسها والتخلص من الجنين بغض النظر عن الأسباب المؤدية لذلك، لذا نتوجه بالحديث إليهم  ونقول لهم اتقوا الله وتذكروا أنكم ملاقكو ربكم وأنكم  يومئذ ستسألون عن ذلك، فماذا سيكون جوابكم وقتها، فاتقوا الله وأشكروا رب العالمين على هذه النعمة التي يتمناها الكثيرون ولم يرزقون بها.