طرق علاج السهو والسرحان في الصلاة

أ / سمر السيد البدوي

إن السرحان والتفكير في أمور الدنيا أثناء الصلاة مشكلة لا ينجو منها أحدا، فهي من أكثر المشاكل الشائعة التي يواجهها الجميع على حد السواء ولا شك أن التركيز وهو جزء من الخشوع في الصلاة أحد أهم أركانها، والبعض من الأشخاص يشعر بتأنيب الضمير بعد الانتهاء من الصلاة

والبعض الآخر قد يعيد الصلاة مرة آخري خشية عدم قبولها من المولى سبحانه وتعالى، ومن خلال المقالة التالية نتعرف سويا على طرق التخلص من مشكلة السرحان، والأسباب المؤدية إليها.

 أسباب السرحان في الصلاة

 أسباب السرحان أثناء الصلاة

معظم الناس يسهون فى صلاتهم نتيجة الانشغال بمتاع الدنيا، فالشيطان يزين للإنسان كل الأشياء التي يريد أن يفعلها أثناء الصلاة ليجد نفسه بعد انتهاء الصلاة كأنه لن يصلى ومن أسباب السهو والسرحان في الصلاة أيضا أن البعض قد يصلى من أجل أن يؤدى الفريضة فقط فلا يهتم بمضمون الصلاة ولكن مثل ما يقال “بيعمل الى عليه”، ومن الأسباب كثرة الزينة في الجامع، فهذه من الأمور الغير مستحبة والتي تؤدى إلى السهو والانشغال بمتاع الدنيا.

كيفية علاج السهو والسرحان في الصلاة

كيفية علاج السهو والسرحان في الصلاة

وعلاج مشكلة السرحان في الصلاة يعد من الأمور الضرورية، لأن الصلاة هي عماد الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أول ما ينظر في عمل العبد الصلاة فإن قبلت منه نظر في ما بقى من أعماله وان لم تقبل لا ينظر في شيء من عمله، وهناك مجموعة من الخطوات المتبعة لعلاج مشكلة السرحان في الصلاة والتي يمكن ذكرها على النحو التالي:

استحضار هيبة الله سبحانه وتعالى، فيجب على الإنسان أن يعلم أنه واقف أمام الواحد القهار بعظمته وهيبته، فالإنسان إذا وقف أمام مديره في العمل فإنه حتما سيقف جيدا ولن يلتفت لغيره، فما بالكم بالوقوف أمام خالق السماوات والأرض، ويجب عليه أن يدرك أنه يتحدث مع الله ويطلب عفوه أثناء قراءته للقرآن الكريم في الصلاة، ويجب أن يكون على يقين بأن المولى ينظر إليه وإن الملائكة يحيطون به، وأنه إذا  اتقن صلاته فحتما سيرى آثرها في نفسه وروحه وأخلاقه.

ضرورة عقد النية والعزيمة على التركيز في الصلاة حتى يتقبلها الله، فيجب على المسلم قبل الشروع في أداء الصلاة أن يعقد العزم على انه لن يسهو فيها وأن يكون ذو إدارة قوية ليواجهه الشيطان ويتحداه لأنه دائما يحاول أن يلهيه، ويجب عليه أن يفكر وهو يسمع الآذان بأن الواحد القهار يدعوه للقائه في الصلاة وعليه أن يفكر أيضا أنه مستعد لمقابلة ملك الملوك جلا وعلا.

ضرورة استحضار القلب، فالهدف من الصلاة وكافة العبادات الأخرى التي يؤديها الإنسان هي إصلاح القلب، ويجب عليه أن يتذكر أنه في أداء عبادة مع الله فلا يؤديها كمجرد مهمة فقط، كما عليه أيضا  استحضار معنى الآيات وفهم المقصود من كلام المولى جلا وعلا، وذلك بإشراك العقل والقلب مع اللسان في تدبر كافة الكلمات والإحساس بمعناها.

يجب على المسلم أن يقوم بالتجديد من الآيات والسور القرآنية التي يقوم بقراءتها أثناء الصلاة، لأن ذلك سوف يجعله أكثر انتباها في الصلاة.

طرق التخلص من السرحان في الصلاة

طرق التخلص من السرحان في الصلاة

عدم الالتفات في الصلاة، فرب العالمين ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه.

عدم التثاؤب أثناء الصلاة، فالتثاؤب من الشيطان، ويجب عليه أن يقوم بقبض الفكين على بعضهما البعض أو يضع يديه على فمه.

الفوز برضى الله سبحانه وتعالى فليس من الحكمة أن ينشغل الإنسان عن خالقه بأمور الدنيا التي لا تجدى ولا تفيد.

عدم التشكك، فإذا تشكك الإنسان في شيء معين كصحة الضوء أو عدد الركعات أو ما شابه ذلك، فكل ما عليه فقط هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وإكمال الصلاة.

عدم القراءة سراً، ويجب أيضا عدم رفع الصوت عاليا، بل خير الأمور الوسط، فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله سبحانه وتعالى (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا).

زيادة عدد التسبيحات في الركوع والسجود مع الإكثار من الدعاء عند السجود، فأقرب مت يكون العبد لربه وهو ساجد.

إتقان الصلاة والتأني في أدائها وإعطاء كل ركن من الأركان الخاصة بها حقه كاملا.

صلاة الجماعة والتي لها أجر وثواب عظيم.

وأخيرا يجب على الإنسان آلا ييأس ويقول إنه لا فائدة وانه ليس بإمكانه التغلب على مشكلة السرحان قي الصلاة بل يجب المحاولة مرارا وتكرارا عسى الله أن يتقبل منه.