هل التاتو (الوشم) حرام شرعا للنساء

أ / سمر السيد البدوي

كرّم المولى سبحانه وتعالى بنى آدم وجعلهم في أحسن صورة وتقويم، فخلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه وطلب من الملائكة السجود له تكريما لخلقه فسجدوا جميعا إلا إبليس أبى واستكبر وأخذ على نفسه عهدا بأن يغوى ذريته ما بقيت الحياة الدنيا، فمن وساوس الشيطان لبنى آدم أن يغريهم لتغيير خلقهم ويمنّيهم بالأحلام فلا يحصدون من إتباعه سوى الوهم والخسران المبين.

وكم نرى في العصر الحالي من أناس عديدة قد أضلهم الشيطان وأعمى بصيرتهم فذهبوا ليتشبهوا بالغرب الكافر، فمنهم من قام بوضع الوشم ومنهم من ارتدى الحلقات في أذنيه وغير ذلك من أشكال وصور منكرة تأباها النفوس السليمة، وقد امرنا الدين الإسلامي الحنيف بالتزين وحث على الطهارة والظهور بالمظهر الحسن اللائق.

بعض المعلومات عن التاتو (الوشم)

بعض المعلومات عن التاتو (الوشم)

إن التاتو أو الوشم من العادات السيئة التي عرفت منذ القدم، وهو يعد شكلا من أشكال التعديل الجسدي، وكانت تقوم به النساء قديما باعتباره نوع من أنواع الزينة، وهو عبارة عن وخز الجسم بأداة حادة ومن ثم وضع الكحل عليه حتى يتلون بصورة دائمة، وقد استخدمه البعض من الأشخاص وأفرطوا في ذلك،

والتاتو يمكن تقسيمه إلى نوعين، النوع الأول وهو دائم، والنوع الثاني وهو المؤقت والذي يتم نقشه عن طريق الرسم باستخدام مواد غير دائمة والتي تزال بعد فترة زمنية محددة، وهناك العديد من الأنواع للوشم والتي منها الوشم الجراحي والوشم التجميلي والوشم الطبي وغيرها.

هل التاتو (الوشم) حرام شرعا

هل التاتو (الوشم) حرام شرعا

لقد حرم الدين الإسلامي الحنيف التاتو أو الوشم حيث قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة)، فحكم الشرع واضح هنا بتحريم ذلك الأمر وبخاصة إذا كان هذا الوشم دائم سواء بالنسبة للذكر أو الأنثى، لما فيه من تغيير لخلق المولى عزوجل،

حيث خلق الجسم طبيعيا ولكن يأبى غرور الإنسان إلى تغيير خلق الله العظيم وفى هذا انتقاص لقدرته والعياذ بالله، كما إن الإنسان بذلك يكون قد ارتكب آثما وذنب عظيما ويكون ملعونا من الله سبحانه وتعالى، ويقصد باللعن الطرد من رحمته جلا وعلا، أما بالنسبة للتاتو أو الوشم المؤقت سواء كان  فلا بأس به.

وفى المقابل هناك بعض النساء التي تلجأ إلى الحنة لرسم النقوش والرسومات على بعض أجزاء جسدها، والحنة من المواد الطبيعية والتي تفيد الرأس والجلد، لذلك لم تحرم الحنة لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يستخدمها، ولذلك نرى في الأعراس تقوم العروس بالحنة ونقش الجسم ورسمه بها فهذا ليس فيه ضرر ، لأن فترة بقاء الحنة على الجسم فترة غير دائمة ومؤقتة لأنها تذهب مع الماء بخلاف الوشم فهو مطبوع ومدموغ بالجسم ثابتا مدى الحياة.

لماذا حرم الله التاتو (الوشم)

لماذا حرم الله التاتو (الوشم)

تحريم الوشم لم يأتي ويحرم عبثا، بل جاء مستندا إلى العديد من الأضرار التي قد تلحق بالإنسان نتيجة هذا الوشم، فعندما يتم وشم الجسم فإنه يتم بذلك إدخال سموم إليه والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطانات الجلد، كما أن الأداة المستخدمة في عملية الوشم ورسم الرسومات على الجسم لا يقتصر استخدامها على شخص واحد بل تستخدم لأكثر من شخص وتنتقل من جسم لآخر أي أنها تكون ملوثة بدم الآخرين، وبالتالي تصبح طريقة ناقلة لمرض الأيدز المعدي ويصبح آفة تضر الجسم.

صعوبة إزالته والتخلص منه، فإذا ما أراد الشخص إزالته فإنه لن يستطيع فعل ذلك إلا عند إجراء العمليات الجراحية وهى ليست بالأمر السهل، بل ينجم عنها الآلام الشديدة في الجسم وتسبب تشققات وتهيج واحمرار الجلد وقد لا يعود إلى طبيعته كما كان عليه من قبل وبالتالي يلجأ إلى إجراء عملية آخري حتى يعود الجلد لطبيعته التي كان عليها وهذا الأمر صعب ومؤلم جدا وفى الوقت ذاته مكلف للغاية.

الحكمة من تحريم الوشم

الحكمة من تحريم الوشم

يمكن تلخيص الحكمة من تحريم المولى سبحانه وتعالى للوشم في النقاط المختصرة التالية:

  • يعتبر مظهر الوشم غير سار للناظر وبخاصة عند نقش ووشم جميع أجزاء الجسم المختلفة برسومات تتنافى مع السلوك والفطرة السليمة.
  • أنه يغير من خلق الله سبحانه وتعالى.
  • سببا من أسباب جلب الأمراض المتعددة للإنسان.
  • يؤلم الوشم صاحبه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *