قصص عن القناعة

أ / مروة سامي الجندي

سامي ووليد أخوين، سامي يعمل مدرس في مدرسة، ووليد يعمل موظف في الشهر العقاري، وكانت ظروف معيشتهم صعبة للغاية، وخصوص أن سامي متزوج ولديه بنت وولد، والمال الذي يأخذه من المدرسة ﻻ يغطي احتياجات زوجته و أولاده، و في يوم من الأيام، ارسل إليهم عمهم جابر حيث إنه كان يشعر بمرض شديد، و شعر إنه اقتربت نهايته و أعطى سامي ظرف و طلب منه أن لا يفتحوا الظرف إلا بعد موته.

قصص عن القناعة

وفاة العم

وبعد يومين وصلهم خبر وفاة عمهم، شعر سامي و وليد بالحزن الشديد بسبب وفاته، خصوصاً إنه لم يكن يتبقى سواه من عائلتهم، و بعد مرور أسبوع تذكر سامي و وليد الظرف الذي أعطاه لهما، وفتحوا الظرف و وجدوا فيه وصية عمهم، و ترك لهما ثروة و طلب منهم في الوصية أن يقتسماها بشرع الله، و أخذ كل منهما نصيبه في الميراث.

وفكر كل منهما في مشروع مربح، وقرروا أن يبنوا عقار و  يأجروه و يقتسموا المكسب كل شهر، و لكنهم اختلافا بعد ذلك، لأن سامي يريد أن يبني أثنى عشر طابق و لكن المال الذي معهم ﻻ يكفي إلا تسعة طوابق فقط، و فتشاجرا و أخذ كلا منهما المال الخاص به و بنى كلا منهما عقار خاص به.

عقار وليد كان 6 طوابق فقط حتى لا يكون معرضا للانهيار والسقوط، وعقار سامي كان أثنى عشر طابق ولم يهتم سامي إذا كان العقار معرض للانهيار والسقوط ام ﻻ، ومرت شهور وكان سامي يربح أضعاف ما كان يربحه وليد وجمع ثروة كبيرة في فترة قصيرة جدا، ولكن وليد كان يحمد الله على رزقه وكان مقتنع بأن ما فعله هو الصواب.

قصص عن القناعة

تعرف علي: قصص عن القناعة (الصياد القنوع)

انهيار عقار سامي وسجنه

وبعد فترة بدأ يظهر تشققات في عقار سامي، وأصبح العقار معرض للانهيار والسقوط، وقامت جميع السكان بإبلاغ سامي عن تلك التشققات ولكنه لم يهتم، وفي يوم من الأيام بدأ العقار بالانهيار، هرب جميع السكان إلى الخارج، و جاءت الشرطة و ألقت القبض على سامي، و صدر قرار بحبسه، إلا لو دفع مبلغ من المال، و دفع سامي جميع الثروة التي جمعها و أصبح ﻻ يملك شيئا، و عاد إلى عمله القديم من جديد.

قصة الخادم

كان هناك خادما يعمل في قصر لدى أحد الأغنياء، و كان كل يوم يأتي في الصباح الباكر يحضر إلى القصر و بعد انتهاءه من العمل ليلاً يعود إلى بيته، و كان له أم عجوز، و زوجته، و في يوم تأخر هذا الخادم على  سيده في القصر، غضب السيد و لكنه لم يعاقب الخادم بل أعطاه دينار آخر فوق حصته حتى ﻻ يتأخر عن العمل مرة أخرى.

و في اليوم التالي تأخر الخادم عن العمل مرّة أخرى، فغضب سيده كثيرا، و ظن أنه تأخر اليوم أيضاً من أجل أن تزيد حصته مرة أخرى، ولكن عندما جاء الخادم خصم منه سيده الدينار الذي زاده على  حصته أمس، و لكن لم يصدر من الخادم أي رد فعل، تعجب السيد وسأل الخادم لماذا لم يغضب.

قال الخادم أنه عندما تأخر اليوم الأول أنجبت زوجته مولود، وعندما زادت حصته دينار كان ذلك رزق المولود، و عندما تأخر اليوم الثاني بسبب وفاة أمه، ونقصت حصته دينار كان ذلك رزق أمه قد رحل برحيلها.

قصص عن القناعة