كم عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر و متى تبدأ تكبيرات العيد

أ / عمرو عيسى

كم عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر و متى تبدأ تكبيرات العيد ؟ وهل يختلف هذا العدد وكيفية أداء الصلاة بين مذهب إسلامي وآخر؟ بشكلٍ سنوي ودوري يكثر طرح الأسئلة والاستفسارات حول كيفية أداء صلاة عيد الفطر المُبارك، وحقيقة اختلافها عن صلاة عيد الأضحى، لذا قررنا تعريفكم بكافة المعلومات المُرتبطة بهذا الصدد.

عدد التكبيرات في صلاة عيد الفطر

كم عدد تكبيرات عيد الفطر المبارك

صلاة عيد الفطر يتم أداؤها في اليوم الأول من شهر شوال من كُل عام هجري، وعلى الرغم من كونها من صور الطقوس والتقاليد التي يُعرف بها العيد ويواظب الملايين من المُسلمين على أدائها بشكل دوري إلا أن هُناك اختلاف في الآراء بين الأئمة حول حُكمها.

فهذه الصلاة في مذهب المالكية والشافعية تُعتبر من صور العبادات التي تنتمي إلى السُنن المؤكدة، أما بالنسبة لأهل الحنفية فيتم اعتبارها سُنة واجبة، ولكن أقر الحنابلة على كون هذه الصلاة من صور فروض الكفاية.

على الرغم من هذه الاختلافات في الآراء إلا أنه قد ثبُتَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصليها بشكلٍ دوري في صباح أول أيام عيد الفطر .

أما فيما يخص عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر المُبارك فقد جاء على لسان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وأرضاهُما في تحفة الأحوذي بتحديث المباركفوري أنه قال:

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كبَّرَ في عيدٍ ثنتَي عشرةَ تكبيرةً سبعًا في الأولى وخمسًا في الآخرةِ ولم يصلِّ قبلَها ولا بعدَها ”[مُتفقٌ عليه].

ما يعني أن عدد التكبيرات الخاصة بصلاة عيد الفطر السعيد تبلغ اثني عشرة ركعة، ويتم تقسيمها لتكون سبعة في الركعة الأولى وخمسة في الركعة الثانية، والجدير بالذكر أن الأمر سيان بالنسبة لصلاة عيد الأضحى أيضًا، فلا اختلاف بين الصلاتين على الإطلاق.

لا يفوتك أيضًا:  تحديد موعد عيد الفطر العد التنازلي كم باقي على العيد 

اختلاف عدد تكبيرات صلاة العيد بين المذاهب

لم يقتصر اختلاف المذاهب الأربعة فيما يخص صلاة العيد على كونها من السُنن المؤكدة، الواجبة أو حتى فروض الكفاية، بل وصل هذا الاختلاف إلى فكرة عدد التكبيرات نفسها، فعند أهل المذهب الحنفي يكون عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر والأضحى في الركعة الأولى ثلاث ركعات.

يعمل المُصلي على تأديتها بعد تكبيرة الإحرام ودُعاء الاستفتاح، كما يرفع يديه عند كُل تكبيرة، ولا يختلف ذلك سواء ما كان إمامًا أو مأمومًا، ويُفضل الحنفية قراءة سورة الفاتحة بعد سورة الأعلى، والأمر سيان بالنسبة للركعة الثانية، ما يعني أن إجمالي عدد التكبيرات يبلغ 6 تكبيرات فقط في الركعتين، ولكن يتم قراءة سورة الغاشية في الركعة الثانية.

أما المذهبين المالكي والحنبلي فقد اتفقا في عدد التكبيرات الخاصة بصلاة العيدين، ففي الركعة الأولى يُكبر المصلون ست مرات، ويعمل المُصلي على تأديتها بعد تكبيرة الإحرام وقراءة دُعاء الاستفتاح قبل البدء في قراءة القُرآن الكريم، والركعة الثانية يتم فيها التكبير خمس مرات ما عدا تكبيرة القيام من السجود.

بالنسبة للمذهب الشافعي فأهل الشافعية يقومون بالتكبير في الركعة الأولى سبع مرات، وتؤدى بعد تكبيرة الإحرام ودُعاء الاستفتاح، ويُترك بين التكبيرة والتي تليها زمن يسير مثل الذي يُترك لقراءة آية مُعتدلة الطول، ويقولون في زمن الفصل “سُبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.

ثُم يتعوذ المُصلي بعدها ويقرأ الفاتحة وما تيسر بعدها من القُرآن، والركعة الثانية لا تختلف عن الأولى إلا في عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر، فتشتمل هذه الركعة على خمس تكبيرات فقط دون تكبيرة الانتقال قبل البدء في القراءة.

لا يفوتك أيضًا:  خطبة عن عيد الفطر مكتوبة قصيرة مختصرة

بعض أحكام ومظاهر صلاة العيد

كم عدد تكبيرات عيد الفطر المبارك

بعدما تعرفنا على عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر وجب علينا التطرق إلى الحديث عما كان يُعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة وما تم نقله على لسانه الشريف من أقاويل وأحاديث.

فقد عرفنا أن رسولنا الكريم كان يُصلي ركعتي العيد باثني عشرة تكبيرة، كما قد جاء في بعض الأقاويل التي وردت عن السلف الصالح كون الهادي البشير صلوات الله عليه كان يتطيب ويلبس أجمل الثياب وهو ما كان يقوم به الصحابة أيضًا.

من المواضيع الأخرى التي يكثر فيها الكلام صلاة النساء العيد في المسجد، وفي الواقع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء على حد السواء بتأدية هذه الصلاة في المساجد والخروج لها من البيت، فقد جاء على لسان أم عطية نسيبة بنت كعب في صحيح مُسلم بتحديث إمام الإسلام مُسلم أنها قالت:

أَمَرَنَا، تَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ، العَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ ”[صحيح المسند].

عُرف أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كونه يغتسل قبل التوجه إلى الصلاة، كما أنه كان لا يخرج لصلاة عيد الفطر إلا بعدما يتناول الطعام، على عكس عيد الأضحى، فما كان الهادي البشير يأكل يوم النحر إلا عندما يرجع من الصلاة وغيرها من الطقوس التي تتم في مثل هذا الوقت.

كما أن التهنئة بالعيد تُعتبر من أسمى وأطيب السُنن والأفعال التي يجب الاقتداء بها والالتزام أو المواظبة على فعلها، فقد عُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كونه بشوش الوجه يتبسم في هذه الفترات، كما قد جاء على لسان جبير بن نفير في إرشاد الساري بتحديث القسطلاني أنه قال:

أنَّ أصحابَ النَّبيِّ، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا إذا التَقَوْا يَومَ العيدِ، يَقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكَ ”[صحيح المسند].

لا يفوتك أيضًا:  استماع تكبيرات عيد الفطر تكبيرات صلاة العيد

في نهاية مقال كم عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر من أجمل ما قد يقوم به المرء في الأعياد الاحتفال وإبداء السعادة والفرحة، فالله تبارك وتعالى خصص لنا هذه الأوقات من العام لإظهار نعمته وفضله علينا، مع العلم أن الاحتفال يُعتبر عبادة بسبب إحياء شعائر الله، وهو دليل كما قال تبارك وتعالى على تقوى القلوب.