هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟

سؤال تم طرحه على صفحة تخص برنامج تليفزيوني شهير على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، حيث كانت فريق الإعداد ينتظر تجميع التعليقات للمناقشة الأمر، أثار السؤال جدل كبير على الصفحة وظهر فريقين إحداهما ينصف المرأة والآخر الرجل، وذلك ما يمكننا الإشارة إليه وبيان ما يتضمنه من نظريات.

هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟

تستمر قصة الحب التي تنتظر أن تُكلل بالزواج إلى أن ينفصل الرجل فجأة ويختفي ثم يظهر بعد قليل وهو مُمسك بيد أخرى مع خاتم ذهبي لامع، وعلى وجوههم تعبيرات تشير إلى حداثة ارتباطهم.

لكن ما جزاء تلك المسكينة التي تركت له زمام الأمور في العلاقة حتى زمام أمورها وجعلته يتجاوز حدوده معها، وتستمر في طرح سؤال هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟ ولم لا؟

فيمكن أن يكون لا يرغب في تلك الأخرى التي ظهرت في حياته حديثًا وأعطاها الكثير من الحقوق التي تكاد تكون لا تستحقها، لكن لديه وجهات نظر مختلفة يمكن توضيحها في إجابة سؤال هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟ وذلك خلال النقاط الآتية:

1- العادات والتقاليد المُقيدة

قيام الفتاة التي يحبها الرجل بإقامة علاقة حرة معه دون أي قيود أو حدود تجعله يرى أنها لا تناسب الزواج، فالمرأة التي يجب أن يتزوجها يجب ألا تسمح لرجل أن يتعدى تلك الحدود وألا يكون لها رأي ومبدأ تسير وفقًا له، ولا ينظر أبدًا إلى أنها قامت بذلك بسبب حبها له وثقته به.

فهو يرى أنها لا تناسب التواجد مع أخوته الفضليات وأمه خير نساء الأرض، فيهرول ليتزوج بأخرى على نقيضها تمامًا فليس لها رأي يقودها ولا تتمتع بشخصية قوية يمكن الاعتماد عليها،

وكل ذلك ليرضي نظرته المنغلقة في المجتمع الذي لا يرضه أمر، فإجابة سؤال هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟ يمكن تلخيصها في كلمة واحدة وهي العادات والتقاليد.

لا يفوتك أيضًا:  افضل دعاء التوبة عن الزنا والفواحش مكتوب

2- فرصة أفضل

في تلك الحالة تكون الحالة مختلفة فالشاب يرغب في الفتاة ويحبها، فمعاشرته لها لا تكون إلا وفق مشاعر تملكته وسيطرت عليه ولم يتمكن من حرمان نفسه منها، كما أنه يرى أن الفتاة التي قبلت بمعاشرته بدون زواج أو علاقة رسمية ليس لها ذنب إلا قلبه الذي أحبها.

لكن يرمي القدر أمامه بفرصة ذهبية تنتشله من ضائقته المادية أو من حالته التي تحتاج إلى مُمول وداعم فيهرع إليها دون التفكير في الضحية التي يهيم بها عشقًا، لكنها لن تعطيه تلك الفرصة التي تعطيها إياه الأخرى.

3- نظرته المختلفة للزواج

يمكن أن يستمر الرجل الذي عاشر الفتاة دون زواج يرغب بها، بل تزيد مشاعر حبه لها ويستمر في حالة العشق التي تسيطر عليه، لكنه يكتفي بذلك أنها المرأة التي تساعده على تكوين أجمل ذكريات حياته، بل وهي التي يقضي معها المناسبات والاحتفالات فهو لا يشعر بطعم الانتصار إلا بمشاركتها إياه.

لكنه لا تصلح لأن تكون زوجته التي تمكث في المنزل بانتظاره تقبل يداه وجبينه عند عودته بعد أيام وليالي من الهجر، ولا هي الأم التي تقدر من إخراج أولاد ينتمون إلى العائلة المالكة، فهي لا يسعها الانتماء إليهم.

فهي تمتلك معايير لا يمكنه الاستغناء عنها، لكن لا يناسبها أن تكون الأم أو الزوجة أو ربة المنزل الذي تشبه أمه عند الكبر، فهو لا يبحث إلا عن نسخة تقوم بالمهام المحددة بطريقة مثالية ولا يهتم لما يكنه لها من مشاعر.

لا يفوتك أيضًا:  الصغائر هي كل معصية لا يترتب عليها حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة

4- آراء الأهل

يمكن أن يخفي الشاب عنهم أمر معاشرة الفتاة والعلاقة غير المشروعة بينهم والتي يجب أن تنتهي بالزواج مراعاةً لحالة الفتاة، لكن إن رفض الأهل الفتاة لسبب مختلف يمكنهم أن يرفضوا أي فتاة من أجله،

ويبدأ الشاب في التبرير والتوضيح أنه يجب أن يتزوجها بسبب ما صدر منه من فعل تجاهها، فيمكن أن يكون هو من غواها وأصر أن تشاركه في ذلك تحت مسمى الحب.

يشعر الشاب أنه قادر على إقناعهم بهذه الطريقة التي لا يمكنهم الصمود أمامها، لكنه يُصدم برد الفعل الرافض باستماتة، فلا يناسبهم أن يتزوج ابنهم بفتاة عاشرته بدون زواج،

وقيامها بذلك الفعل المشين يجبرها على التخلي عن حبيبها وعدم القدرة على الزواج بشكل طبيعي كباقي الفتيات.

يمكن للشاب أن يُبدي بعض أنواع المقاومة والرفض لقرارهم لكن إن كان لا يملك ما يكفيه ليتزوجها دون مساعدتهم يجب أن يخضع لأوامرهم، فوقتها يجد الرجل أن معايير العائلة أهم من معايير الحب،

خصوصًا إن هددوه بطرده من المنزل أو منعه من سيارته الفارهة أو دراسته في إحدى فروع الجامعات البريطانية.

5- تباين المشاعر

يهيئ لبعض الشباب أنهم واقعين في حب إحدى الفتيات بطريقة تجعلهم يركضون خلفها، وكل ذلك للوصول إلى معاشرتها وتجربة العلاقة مع تلك المختلفة الغالية،

لكن بعد الانتهاء من العلاقة والاستمتاع بمشاعر التجربة الحديثة وتطالب الفتاة بالزواج إثر ما حدث بينهم يشعر الرجل أنه غير مستعد للزواج منها.

فهو لا يمتلك أي أفكار تقليدية أو يكون تحت وصايا أهله، لكنه لا يشعر أنه يحبها بالقدر الكافي للزواج منها، فكل ما يشعر به تجاهها هو قمة الفضول لا تتضمن مشاعره أكثر من ذلك.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء ليلة الزواج مكتوب وكيفية الصلاة يوم الدخلة

موقف الشريعة ممن تزوج بفتاة عاشرها

في ظل أن الإجابة على سؤال هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟ تحمل في طياتها عدة آراء متباينة تختلف من مجتمع ذكوري ومجتمع آخر أكثر انفتاحًا، يمكن اللجوء إلى الشريعة الإسلامية التي تعد بمثابة أعدل دستور يتضمن قوانين تحكم الحياة الاجتماعية.

حيث تكون الإجابة المثالية لسؤال هل يمكن أن يتزوج الرجل من فتاة عاشرها؟ أنه أفضل حل للفتاة التي زنا بها أن يتزوجها الرجل،

وذلك استنادًا لقوله تعالى (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ) ، فقد روي عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يحرص على الجمع بين الرجل والمرأة التي زنا بها بعد تطبيق عليهم العقوبة.

فذلك كان رأي ابن عباس عندما سُئل عن الأمر فأجاب أنه لا يمنع الذي سرق العنب من البستان أن يذهب للشراء منه بعد تحمل حد السرقة،

لكن لا يعفي الزواج من تطبيق عقوبة الزنا على كليهما بعد اعترافهم أو ثبوت البينة إليهم، ولكن يكون ذلك وفق شروط تتمثل في الآتي:

• أن يتحقق استبراء رحمها من مائه لذا يمكنه أن ينتظر حيضة واحدة، لكن لبعض العلماء رأي آخر وهو أن يتزوجها في الحال ولا يلزم الاستبراء.
• التستر عليها والإحسان إليها يجب أن يكونوا في نية الرجل، فيكون هو الأولى بالزواج بها لأنه شريكها فيما قامت به من ذنب.