كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام

ماريهان أحمد

كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام؟ وما هو الإطار الذي يمكن التعامل خلاله؟ شمل القرآن الكريم والسنة النبوية الآداب الواجبة عند التعامل في مختلفة المواقف والسلوكيات الممنوعة فيها، فذكر القرآن الكريم قصة قوم لوط وطبيعة فعلتهم التي كانت لهم البادرة بها وما لحق بهم من عذاب هم واتباعهم، لذا لا يعرف المسلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع القائم بتلك الفاحشة خصوصًا في الآونة الأخيرة.

كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام

كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام

يعد الدين الإسلامي الحنيف قد جاء بالقرآن الكريم وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان تفاصيله وأحكام ليكونوا دستور مُحكم، يمكن الاعتماد عليه لمعرفة ما يجب فعله أو الرجوع عنه في الحياة الاجتماعية، فلم يترك الدين الإسلامي موضع إلا وفسره للأمة للوقاية من الوقوع في الشبهات، لكن ما كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام؟

حيث فسر علماء الدين الإسلامي تلك الحالة على أسس جاءت في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تم تصنيف العلاقة كجريمة لا تتحمل الغفران أو العفو.

فقد ذكر الله عز وجل قوم لوط في القرآن وما أنزل بهم من عذاب شديد جراء ما قاموا به من إثم شنيع لم يأت به أحد من قبلهم، لكن لم يوضح القرآن كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام لكن يمكن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ومراعاة الآتي:

1- حفظ الكرامة الإنسانية

كرم الله عز وجل الإنسان وجعله فوق سائر المخلوقات وكل ما في الكون يسعى لخدمته، فقدس اوى المولى عز وجل بين كل البشر مهما اختلف لونهم أو جنسهم أو عرقهم أو حتى أنسابهم، فقال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) .

لذا يجب على المسلمين أن يحفظوا كرامتهم وأن يتعاملوا في الإطار الذي يحفظ تلك الكرامة، فلمعرفة كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام يجب التأكد من عدم هتك الكرامة والمنهاج المتبع.

لا يفوتك أيضًا:  ما الفرق بين قوس قزح وعلم المثليين ؟ وإلى ماذا يرمز علم المثليين

2- ضمان المساواة والعدل في المعاملة

قال الله تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ، أوصى الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يتعاملوا بعدل والتأكيد على تحريم الظلم مهما كانت طبيعة الموجه له.

فقد حرم الاعتداء على المشركين والنصارى وأهل الكتاب ومن يكذبون بوجود نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، لذا يكون الأمر سواء في التعامل مع المثليين، فالأمر أصبح متروك للهيئات القضائية.

3- الحق في سائر الأعمال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى) ، فيمكن الاقتداء بتصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم مع الكفار في السماحة في التعامل والتجارة، حيث فرض عمر بن الخطاب قدر من الزكاة لمسكين كتابي، فقد استدل على قوله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) .

فأكد علماء المذاهب الأربعة أن الخلفاء الراشدين والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسقطون الجزية على كبار السن من أهل الكتاب رحمةً بهم، وذلك لبيان سماحة الدين الإسلامي.

4- الحقوق الفكرية

يجب ألا يقوموا بالامتناع من مشاركة الحقوق الفكرية والعقدية إلا في حالة الضرر بالمجتمع وبالمصلحة العامة، فيمكنهم أن يتصرفوا كيفما شاءوا لكنهم لا يقومون بأي ممارسات تؤدي إلى انتشار فعلتهم في المجتمع، فقال تعالى (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) .

فلا يمكن أن يرغم أحد بالغ عاقل على طاعة الله والالتزام بما أمر به وما نهى عنه، لكنه يجب منعهم من أي ممارسات غير مناسبة يمكنها أن تؤدي إلى فساد المجتمع وإتلاف عقيدة الجيل الصاعد.

لا يفوتك أيضًا:  ترتيب الدول من حيث عدد الشواذ

موقف الدين الإسلامي مع المثليين

كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام

المثلية الجنسية تنم عن تغير في غريزة الإنسان والبعد عن الحكمة من وجود الكون وخلق الإنسان ليعمره ويكون خليفته، ففطرة الإنسان تجعله يميل إلى الجنس الآخر لإمكانية إعمار الكون واستمرار النسل البشري، لكن البُعد عن الفطرة واتباع أهواء مختلفة يصنفها العلماء على إنها خطيئة وفعل غير مقبول.

فأشار القرآن إلى قصة سيدنا لوط في عدة مواضع والعذاب الشديد الذي لحق بهم لأنهم قاموا بأفعال شهوانية تجاه الرجال دون نسائهم.. فقال ابن القيم ( وَلَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ؛ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ ) ، وكان تفسير فعلهم وفق ما جاء من القرآن الكريم في الآتي:

سورة الشعراء 165 (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ )
سورة الشعراء 166 (وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ)
سورة الأعراف 80 (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ)
سورة الأعراف 81 (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)

فبالرغم من توضيح كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام، يجدر الإشارة إلى أن آراء العلماء شملت أنه يجب القتل لمن يقوم بمثل تلك الأفعال، فكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) ، كما ورد حديث آخر في قول صلى الله عليه وسلم (إذا أتى الرجلُ الرجلَ فهما زانيان، وإذا أتت المرأةُ المرأةَ فهما زانيتان ) .

ففسر العلماء شناعة فعل أهل لوط استدلالًا بالعذاب الذي أنزله الله عليهم، فقد خسف الأرض وجعل عاليها سافلها حتى سمع أهل السماء صوت نباح كلابهم ثم أرسل عليهم حجارة من سجيل، أما قوم عاد فأرسل إليهم ريح فقط، وقوم فرعون أماتهم بالغرق فقط، وذلك يشير إلى بذائة ما قاموا به من فعل.

من الجدير بالذكر أن الشوكاني جاء في كتابه أنه قد قُتل اللواطي في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، فكان ذلك في خلافة أبو بكر الصديق عندما كتب له خالد بن الوليد حول الأمر وشرح له طبيعة الوقت، حيث تمهل أبو بكر الصديق واستشار الصحابة فاقتراح علي بن أبي طالب أن يموت بالحرق وكان ذلك.

لا يفوتك أيضًا:  هل نادي ليفربول يدعم المثليين في الدوري الإنجليزي

حكم المثليين في الدين

كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام

أكد علماء الدين الإسلامي أن ذلك الفعل يعد فاحشة مبينة وانتهاء لطبيعة البشرية، فقد زاد الله تعالى عذاب قوم لوط لأنهم تعدوا على فطرتهم الإنسانية التي خلقهم الله عليها، حيث أرسل الله عز وجل جبريل عليه السلام وجعله يحمل قراهم على جناحه ورفعها إلى السماء حتى سمعهم أهل المساء وقلبها رأسًا على عقب.

لذا اجتمع السلف الصالح على قتل من يقوم بذلك لكنهم اختلفوا في طريقة القتل، فعلماء الشافعية أكد أنه يجب رجمهم حتى الموت المحصنات منهم وغير المحصنات، وذلك باستثناء غير العاقل والصغير الذي لم يبلغ بعد ومن أُكره على ذلك، فلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم القائم بذلك ثلاث مرات.

في ظل انتشار الفاحشة التي لا تناسب تعاليم الدين الإسلامي، يمكن للعبد أن يحاول تجنبها والتعامل كيفما كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خير قدوة لمكارم الأخلاق.