أقسم الله تعالى في سورة العصر

محمد حسني

من بين السور القرآنية المكية التي أنزلها الله -عز وجل- على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- هي سورة العصر.. كما أقسم الله تعالى في سورة العصر بالدهر، وكان الجواب على ذلك القسم هو قوله -تعالى-: ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ).. دلالة على أن كل ما يدور حول الفرد منا مصيره الخسارة والزوال.

بعد ذلك قال رب العزة -جل وعلا-: ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ).. ليشير إلى المصير الذي سيحظى به من قرر الابتعاد عن اللهو في الحياة الدنيا.. وسلك بدوره طريق الحق والهداية، واعتمد على أداء الطاعات والعبادات في سبيل التقرب إلى الله -عز وجل-.

أقسم الله تعالى في سورة العصر.

اقرأ أيضًا:  معاني إيمانية وفوائد تربوية في سورة العصر

فضل سورة العصر

عقب الاطلاع على إجابة أقسم الله تعالى في سورة العصر بماذا؟ كان لا بد من التطرق إلى الفوائد الروحانية التي تشتمل عليها تلك السورة العظيمة.. والتي وردت كالآتي:

  • من السور القرآنية التي نزلت على الرسول في مكة المكرمة.
  • تلاوتها في أي وقت يمنحك الأجر والثواب.. و يعاونك على التقرب إلى الله -تعالى- على النحو الأمثل.
  • تضمنت تلك السورة العظيمة القسم بالدهر أو الزمن.. دلالة واضحة وقوية على عظمته، وعلى ضرورة استغلاله في التقرب إلى الله الخالق.. والقيام بالأعمال الصالحة.
  • تدعو تلك السورة القرآنية بني البشر إلى ترك الدنيا الزائلة.. والابتعاد عن مظاهر الزينة والمغريات التي تتضمنها، والعمل على الفوز بالدار الآخرة التي سيرد لها سائر المخلوقات.
  • في تلك السورة قام الله -عز وجل- باستثناء فئة من الهلاك الذي سيحدث إلى الغافلين.. وهم المؤمنين الذين يعملون الصالحات.
  • تبين من خلال تلك السورة القرآنية أن الإيمان هو سبب زوال الخسران والهلاك الذي من الممكن أن يمر به الفرد.. وأن من الأفضل له الاعتماد على فعل الصالحات والطاعات والتضرع إلى خالق الكون -جل وعلا-.
  • تدعو تلك السورة إلى فعل الخيرات والأمر بالمعروف.. وكذلك الصبر على الأذى الذي من الممكن أن يواجهه بني البشر في الحياة الدنيا؛ باعتبارها دار الشقاء.
  • تدعو السورة القرآنية إلى ضرورة الانتفاع بالوقت.. وخاصةً في أداء الطاعات التي ترضي رب الكون -سبحانه وتعالى-.
  • تشير تلك السورة القرآنية إلى ضرورة التمسك بالحق والسير في طريقه.
  • تدعو كذلك إلى تجنب الاغترار بالشباب والدنيا والمال وما إلى ذلك من المغريات التي يصادفها الفرد كل يوم.. لأنها من الأمور التي لن تدوم إليه إلى الأبد.
  • تشير تلك السورة إلى أن الدين الإسلامي هو دين الحق.. الذي يجب على البشر اتباعه والتمسك بكل المبادئ والأركان التي يتضمنها.

اقرأ أيضًا:  ما هي أطول سورة في القرآن

الدروس المستفادة من سورة العصر

إلى جانب الفوائد والفضائل العديدة التي تتضمنها سورة العصر والتي سبق الإشارة إليها.. نجد أن هناك المزيد من الدروس المستفادة التي احتوت عليها، والتي وردت كالآتي:

  • الخير لا يجب أن يتوقف عند فرد معين.. بل يجب أن يتم استكماله لكي يصل إلى أكبر رقعة ممكنة.
  • الصبر على الطاعة من الأمور التي لا يجب غض الطرف عنها.
  • يجب على الإنسان مراقبة الأفعال التي يقوم بها.. سواء في الليل أو في النهار.
  • ضرورة الحرص على تجنب الوقوع في المعاصي التي يمكنها أن تغضب رب العالمين.. والابتعاد عن الأشخاص الذين يحرضون على القيام بها من بين الأمور الواجب القيام بها؛ في سبيل الفوز بالجنة.
  • اشتملت تلك السورة على العديد من المواعظ.. التي يجب على الفرد المسلم ضرورة العمل بها وتدبرها.
  • الإيمان وحده ليس كافيًا.. بل يجب أن يقترن مع العمل الصالح، وتجنب الوقوع في المعاصي والشهوات.
  • في تلك السورة القرآنية الكريمة.. تم استثناء أهل الإيمان من الخسران؛ وهو دلالة على الفلاح.
  • التواصل بالحق من بين الأمور التي تضمنها سورة العصر.
  • أشار الله -عز وجل- في تلك السورة إلى ضرورة تجنب التعدي على حرمات الله.
  • يجب على الفرد المسلم التوبة عن المعاصي والذنوب.. وكذلك تجنب الجهر بها، والعمل على الابتعاد عن الوقوع فيها مرة أخرى.
  • الاعتماد على الأعمال الصالحة في سبيل التقرب إلى الله -تعالى- وذلك عقب التأكد من أنها لا تشتمل على أي بدعة.
  • التقرب إلى الله بالقول والفعل.. لذا فمن الضروري أن يستحضر الفرد المسلم قلبه ونيته الخالصة إلى الخالق خلال أداء الطاعات أو الأعمال الصالحة.

اقرأ أيضًا:  فضل قراءة سورة الأنعام

مواضع القسم في القرآن الكريم

مواضع القسم في القرآن الكريم

إلى جانب القسم الذي ورد في سورة العصر.. فقد وردت العديد من المواضع الأخرى التي أقسم فيها رب العزة في القرآن الكريم .. والتي وردت على النحو التالي:

السورة الآية
سورة الروم بسم الله الرحمن الرحيم:

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ)

سورة فاطر (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ)
سورة النحل (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ)
سورة النمل (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ)
سورة النور (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ).
سورة النور (قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
سورة الحجر (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ).
سورة الحجر (كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ).
سورة إبراهيم (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ).
سورة الأعراف (أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ).
سورة الأعراف (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ).
سورة المائدة (فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا).
سورة المائدة (فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا).
سورة الأنعام (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا)
سورة المائدة  (وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ)
سورة المائدة (أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ)
سورة التكوير (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ)
سورة البلد  (لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ)
سورة المعارج (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ)
سورة القيامة (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
سورة الواقعة (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ)
سورة الحاقة (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ)
سورة النساء (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ)
سورة النساء (وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ)

صدق الله العظيم