قصة أم الشوايل السودانية

مريم درويش حسن

تعتبر من أغرب القصص المؤثرة التي حملت بداخلها الكثير من الألم، لكنها في الوقت نفسه كانت تحمل موعظة وعزيمة وصبر وقوة من تلك البطلة التي القصة حولها، الأمر الذي جعل عدد كبير من الأشياء يهتمون حيال قصتها.

قصة أم الشوايل الكاملة

قصة أم الشوايل السودانية

الجاني في تلك القصة المأساوية هو الأب القاسي الذي تزوج عقب وفاة الأم من امرأة أخرى، وكانت الطفلة “أم الشوايل” تتلقى معاملة سيئة جدًا مع أسرتها الجديدة، تسببت في حرمانها من التمتع بطفولة سعيدة كباقي الأطفال من نفس سنها.

تلك القصة الغريبة بدأت في أحد أيام عيد الفطر المبارك في قرية نائية بالسودان تدعى قرية “سودري”، لقد كانت أم الشوايل طفلة بريئة لم تتخطى عامها الرابع عشر ، وأخذت تعمل في رعي الغنم كسائر أهل تلك القرية الفقيرة.

لكن في ذلك اليوم المشئوم أضاعت الفتاة المسكينة 4 أغنام من غنم والدها المتسلط، فغضب الأب الأُمي غضبًا شديدًا، فما كان له من الغضب والحيرة إلا أن يخير الصبية المسكينة بين خيارين.

هما: إما أن يقتلها لتلحق بأمها المتوفاة أو أن يرمي بها في بئر خارج القرية، فاختارت الفتاة المسكينة الخيار الثاني؛ لأنها كانت تخشى الموت.

مثلها مثل: أي طفلة في مثل عمرها، بالفعل قام والدها منعدم الضمير برميها داخل البئر، ولم يتأثر أبدًا بتوسلها له ودموعها.

لقد سقطت الفتاة المسكينة في البئر، الذي بلغ عمقه 18 رجلًا، ويتم تقدير الرجل بحوالي “170 سم”.. وقيل إنها ظلت في هذا البئر المهجور، المليء بالخفافيش والثعابين والعقارب لمدة تقارب أربعين يومًا، ذلك من دون علم أحد بوجودها.

لا يفوتك أيضًا:  قصة الطفلة المفقودة جوى استانبولي

كيف تم إنقاذ أم الشوايل؟

بعد أن مَكست الطفلة بالبئر أيامًا طويلة، وجدها أحد الرعاة في يومًا ما، عندما كان يمر بجانب البئر، وسمع بكاء الطفلة، بطلة قصة أم الشوايل السودانية، فعندما رآها صرح خاف قائلًا: هل أنتِ أنس أم جان؟!

لأنه كان يُعرف عن هذا البئر أنه مسكونًا بالفعل، لكن الفتاة أخبرته إنها “ام شوايل”، وقالت له اسم أبيها، ذهب مُسرعًا، ينادي رجال الإنقاذ، ليخرجوها من البئر، فقام أحد الرجال بعد ربطه بالنزول إلى البئر، وبعد ذلك خرج وقد أنقذ الفتاة الصغيرة.

عندما خرج رجل الإنقاذ، قام بوصف ما قد رآه داخل البئر، حيث قال إنه: وجد ثعبان ضخم ينظر إليه، وكمية كبيرة من الخفافيش، ووجد الطفلة المسكينة مكلبة بالأشواك، ولكنه رغم ذلك نجح في إخراجها.

قامت وسائل الإعلام المختلفة بوصف حالة الصغيرة عند إخراجها، بأنها كانت عبارة عن هيكل عظمي، وقد وجدوها عارية بشكل تام، لأن النمل الأبيض قد أكل ملابسها.

بالإضافة إلى أنهم وجدو عقربين في شعرها، ولكن الطفلة المعجزة قدرت على الكلام واستطاعت أن تأكل بعض السمن.

من هنا قامت الطفلة بإفشاء عن المعجزة الغريبة التي حدثت لها بداخل البئر، حيث قالت إنه في كل يوم كان رجل يلبس جلباب أبيض، ويسقيها اللبن بالملح.

وأنه لم يتحدث معها على الإطلاق، إلا قبل خروجها بيومٍ واحدٍ، حيث أخبرها أن هذا هو آخر يوم سوف يأتي لها؛ لأنها سوف تخرج من البئر.

العلاج الجسدي والنفسي لأم الشوايل بعد الحادثة؟

في سياق الحديث عن قصة أم الشوايل الحقيقية لقد تم علاج الطفلة “أم الشوايل”التي نجت بأعجوبة شديدة داخل مستشفى “سودري الأبيض” بغرب السودان، ومن ثم تم نقلها إلى مستشفى الخرطوم؛ للحصول على العناية اللازمة، نتيجة لسوء حالتها الجسدية والنفسية.

إلى أن استقرت حالتها في النهاية بمستشفى البراحة الخاصة، حيث قرر مدير المستشفى إيواء الطفلة الوحيدة والتكفل بها، وبعدما استعادت عافيتها سألت عن والدها.

لكنها عندما علمت أن قوات الأمن متحفظة عليه داخل السجن، بسبب جريمته المنكرة ومحاولة التخلص من طفلته البريئة بلا ذنب اقترفته، قالت لهم إنها سامحته، ولا تُريد معاقبته، وأنها تريد إطلاق سراحه؛ ليعيش حياته مع أولاده وزوجته.

كيف أكملت أم الشوايل حياتها بعد حادثة البئر؟

على الرغم من الحالة الصعبة التي وجدت عليها بطلتنا الصغيرة، ونوبات الهلع التي كانت تتعرض لها خلال الأيام الأولى بعد إخراجها من البئر؛ إلا أنها أكملت حياتها بقوة وإصرار.

لقد ساعدها فريق طبي جيد للغاية، وتمكنت من التعافي بشكل تام من الإصابات الجسدية، والآثار النفسية التي تعرضت لها.

وجب الإشارة إلى أنها أكملت حياتها كأية فتاة طبيعية، ومن ثم تزوجت من أحد أقاربها بعد 5 أعوام من تلك الحادثة ولكنها توفيت بعد زواجها بأيام قليلة.

لايفوتك أيضًا:  ما هي أكبر قبائل السودان

وفاة أم شوايل السودانية

وفي ختام قصة أم الشوايل انتهت حياة أم الشوايل لكن أسطورتها لا تزال ذكرها حية، وترددها الألسن تلك الفتاة المعجزة، كما يُطلق عليها الكثيرون، بسبب بقائها على قيد الحياة داخل بئر بعمق “38م”لمدة 33 يومًا.

قبل مغيب شمس يوم الإثنين كانت الأقدار قد وضعت نهاية مُحزنة للشابة “أم شوايل”، وذلك بعد قضائها حياة قصيرة، وقد ساد الحزن في “أم ضوا بان”؛ لسماع هذا الخبر المؤلم، والتي كانت قد اختارت أن تقضي بينهم بقية حياتها، بعد المأساة التي عاشتها، وحادثة البئر.

يجدر الذكر أن أم الشوايل اعتنقت الإسلام، وغيرت اسمها فور قيامها بذلك، ولكن فاضت روحها بعد نوبة صرع قصيرة.

كثيرًا ما كانت تُكتم أنفاسها حتى تغيب تمامًا عن الوعي، وقبل أن تعود إليها حالتها الطبيعية بعد القيام إسعافات أولية، التي اعتاد مرافقيها من الأسرة على القيام بها في تلك الحالة، لكن “حالة الصرع” التي أصابتها في يوم الوفاة كانت مختلفة؛ لأنها أودت بحياتها وسكتتها للأبد.

كانت أم شوايل في طريق عودتها إلى بيتها من “الدكان”حيث داهمتها نوبة الصرعة المُتكررة، وسرعان ما أسعفتها إحدى قريباتها، ورشت الماء على وجهها كما كانت تفعل بشكل دائم.

مع الأسف كان ذلك من دون جدوى، وقد تم نقلها لمستشفى “أم ضوا بان” حيث أكد خبر وفاتها قبل وصولها إلى المستشفى.

في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على قصة أم الشوايل السودانية البطلة القوية، فهي من القصص الحقيقية، التي تحمل في طياتها المعجزات.