لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟

مريم درويش حسن

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟ وما هو معنى ذلك الاسم؟ الكثير من المسلمين يتساءلون عن يوم القيامة الذي لا يتوقف على هذا الأمر فقط، حيث إن ذلك اليوم سوف يكون به أهوال لم يرَ مثلها شخص قط، فهو يوم بيان الفاسد من المؤمن والتمييز بينهما.

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟

لقد سُمي يوم القيامة بهذا اللقب؛ لأن فيه يغبن أهل الفلاح أهل الحسرة والندامة ، ففي هذا اليوم يوفى كل شخص عمله، فنجد بعض الأشخاص يبدو على وجوههم فرحة الانتصار.

بينما نجد آخرين وجوههم تشع بالحزن، ذلك لأنهم نسوا ميعاد الله –عز وجل- فنسيهم الله بما كانوا عن آياته يستكبرون.

قال تعالى: ﴿الَّذينَ اتَّخَذوا دينَهُم لَهوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتهُمُ الحَياةُ الدُّنيا فَاليَومَ نَنساهُم كَما نَسوا لِقاءَ يَومِهِم هذا وَما كانوا بِآياتِنا يَجحَدونَ﴾ [الأعراف: ٥١].

معنى كلمة التغابن

معنى غبن هو نقص وضعف، حيث يشعر الذين لم يؤمنوا بالله يوم القيامة بالنقص والغبن بسبب عدم إيمانهم، ويشعر المؤمن بالنقص بسبب تقصيره في الإحسان .

لا يفوتك أيضًا: متى تقوم القيامة وكيف تقوم الساعة؟

معلومات هامة عن يوم القيامة

بعد معرفة إجابة سؤال لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟ جعل الله لكل شيء في هذا الكون بداية ونهاية، الكواكب لها بداية ونهاية، النجوم والمجرات بأكملها لها بداية ونهاية، وجعل الله أسبابًا لوجود كل شيء حولنا.

إذا نظرت حولك ستجد أن هناك أشياء موهوبة لك من دون سعي منك، كالهواء والتربة وضوء الشمس، وأشياء أخرى يجب عليك أن تبذل مجهود للوصول إليها.

لكن عندما يأتي يوم القيامة نجد أن هذا السعي سوف ينتهي تمامًا، ولا يوجد أخذ بالأسباب، فتبدأ مرحلة جديدة شديدة التباين عما يسبقها، فيها نعيم دائم أو شقاء.

بعد هذا اليوم لا يوجد أمام الفرد أي اختيار في أي شيء، فالله -عز وجل- جعل يوم القيامة حتى يجازي الذين صبروا على صبرهم وينال الكفار عذاب بئيس بأفعالهم.

يتساءل بعض الناس ما إذا كان يوم القيامة هو يوم كأيامنا العادية، أي أنه أربعة وعشرون ساعة، وإذا لم يكن أربعة وعشرون ساعة فلماذا سمي بيوم القيامة؟

إن الله -عز وجل- قادر على جعل اليوم كألف يوم من أيامنا العادية حيث قال تعالى: ﴿وَيَستَعجِلونَكَ بِالعَذابِ وَلَن يُخلِفَ اللَّهُ وَعدَهُ وَإِنَّ يَومًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ﴾ [الحج: ٤٧]

كما نجد أن الله قادر على أن يجعل اليوم كخمسين ألف سنة من أيامنا العادية، ولكن في النهاية كم سيدوم يوم القيامة هذا أمر بعلم الغيب، الله وحده أعلم.

الحياة والموت

وقت الموت عند الذين لم يؤمنوا بالله يتباين عنه في حالة المؤمنين، فقد قال الله تعالى:

﴿وَلَو تَرى إِذ يَتَوَفَّى الَّذينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ يَضرِبونَ وُجوهَهُم وَأَدبارَهُم وَذوقوا عَذابَ الحَريقِ﴾ [الأنفال: ٥٠]

  في هذا الوقت يشعر الكافر أن كل ما حصل عليه من شهوات ومتع لا يساوي ثانية من العذاب الذي يلقاه، الملائكة يعذبون وينذرون بمقعد في جهنم، فيرجوا الكافر لو يعود إلى الدنيا يوم واحد.

بينما المؤمن فيجد ملائكة حوله يبشرونه بمكانه في الجنة، وينتقل الاثنين إلى حياة البرزخ التي لا نعرف الكثير عنها، لكن فيها يستطيع الإنسان رؤية أشياء لم يكن يراها في الحياة.

 لا يفوتك أيضًا:  علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى

علامات اقتراب يوم القيامة

في سياق الحديث حول سؤال لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟ من علامات قرب الساعة هو أن العالم سيكون في أفضل شكل من حيث البيوت الشاهقة، والبلدان الكبيرة ة، التي تحتوي على المتع التي تزين لها الدنيا.

حيث قال تعالى: (حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾ [يونس: ٢٤]

كما أن الناس في ذلك الوقت سيظنون أنهم امتلكوا كل شيء، وأنهم قادرون على فعل ما يريدونه، فنسوا الله الذي أوجد لهم كل ما تنطوي عليه الأرض من نعم.

القتل يعد من علامات الساعة حيث يقتل الناس بعضهم بعضا، ولكنها ليست حرب بين المؤمنين والكفار، أو الظالم والمظلوم، بل قتل الشخص لقرابته فيقتل أبيه وأخيه.

في نهاية الزمان سوف يشتد الطغيان فيظهر المهدي وهو قائد عظيم، مهمته إنقاذ الأمة، فيحيط به المؤمنون، هذا هو القائد الذي سوف يرفع من قدر المسلمين ويعمل على إصلاحهم.

كما أنه من ضمن علامات الساعة المشهورة هو المسيح الدجال ، وهو شخص سوف يجول الأرض بأكملها عدا المدينة المنورة ومكة، محاولًا إقناع الناس للإيمان به، حيث يدعي أنه إله، لما رزقه الله بقدرات عجيبة حتى يخدع بها الناس.

فتنة ذلك الشخص تعد أكبر فتنة في تاريخ البشرية، سوف يمكث في الأرض لمدة أربعين يومًا، يوم كعام كامل، ويوم كثلاثين يوم، ويوم كأسبوع وباقي الأيام كأيامنا العادية.

من ضمن الحيل الخادعة التي سوف يستخدمها ذلك الرجل، أن يقول لأعرابي إذا أعدت لك والدك ووالدتك من الموت فهل تؤمن أني إله، يقول نعم، فيتهئ له شيطانان في صورتهما، ويحثانه على الإيمان به.

بعدها ينزل نبي الله عيسى إلى الأرض، وهو له شعر طويل ناعم، وبشرته فاتحة تميل للحمرة، وعريض الصدر، وهو أيضًا سوف يتواجد في الأرض لمدة شهر وعشر أيام.

فيها يخلص الناس من فتنة الشخص الفاسد الدجال، ويملأ العالم بالأمان، ثم يأتي يأجوج ومأجوج وهم قوم يقهرون الناس، ويغتالونهم ويفسدون في العالم.

فإذا اقترب يوم القيامة خرجوا إلى الناس، ويهلك منهم الكثير، حتى يبعث الله دود يميتهم ويبعث طيور تأخد بجثثهم إلى المكان الذي يريده المولى سبحانه وتعالى.

علامات أخرى ليوم القيامة

من ضمن البراهين على اقتراب ذلك اليوم هو هدم الكعبة، والدخان الذي سوف يهلك غير المؤمنون، بينما المؤمنون لن يستنشقوا رائحته فسينجون منه.

حيث قال الله تعالى : “فَارتَقِب يَومَ تَأتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبينٍ (١٠) يَغشَى النّاسَ هذا عَذابٌ أَليمٌ (١١) رَبَّنَا اكشِف عَنَّا العَذابَ إِنّا مُؤمِنونَ (١٢)” سورة الدخان .

كما تشرق الشمس من جهة الغرب، ومن أول هذه اللحظة لا يمكن للكفار أن يعودوا إلى الوجهة الصحيحة وهي الإيمان بالله، لأن هذه العلامة تعد دليل قاطع على وجود الله.. بعدها تخرج دابة تضع علامات على الناس فتنعت أحدهم بالمؤمن والآخر بالكافر.

قال رسول الله -صلى اله عليه وسلم-: (تخرجُ الدابَّةُ، فتَسِمُ الناسَ على خراطيمِهم، ثم يُعمِّرون فيكم، حتى يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ، فيُقالُ: ممَّنِ اشتريتَ؟ فيقولُ: من الرجلِ المُخَطَّمِ) الراوي: أبو أمامه الباهلي

من الجدير بالذكر أنه سوف تظهر كذلك ثلاثة خسوفات، وهم:

خسف بشرق الأرض
خسف بغربها
خسف في جزيرة العرب

سوف تظهر أيضًا ريح تميت المؤمنين؛ حتى لا يتلقوا ما سيلقاه الكافرون.. ثم يأتي في النهاية للنفخ في الصور الذي سوف يتسبب في صعق كل من في هذا العالم، ليس البشر فقط، بل كل المخلوقات، وفي النفخة الثانية تعود كل المخلوقات الميتة إلى الحياة.

كما ترى كل المخلوقات بعضها فيري البشر مخلوقات العالم السفلي ، والملائكة، والكائنات التي لم نرى منها الآن سوى الحفريات.

لا يفوتك أيضًا:  ايات من القران الكريم عن يوم القيامة مكتوبة

بعد الاجابة علي سؤال لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟ نكون قد علمنا أن يوم القيامة دليل على انتهاء الفرص، وانعدام المحاولات، لذلك يستوجب علينا أن نأخذ بالأسباب في الوقت الحالي، فلنسرع بالتوبة إلى الله فرحمته قد وسعت كل شيء.

[1]
المراجع
  1. https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D9%87-pdf-1614154800