صفات يحبها الله ورسوله

مريم درويش حسن

صفات يحبها الله ورسوله.. فما هي؟ إن الله عز وجل يحب كل ما هو طيب وحسن، فهناك العديد من الصفات الطيبة التي أمرنا بالتحلي بها وحث عليها أيضًا رسولنا الكريم في الكتاب والسنة النبوية، ويجب على المرء المسلم أن يتحلى بها، ويكون أسوٍة حسنة كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل.

صفات يحبها الله ورسوله

صفات يحبها الله ورسوله

أمرنا الله ورسوله الكريم بإتباع العديد من الصفات الحسنة، والتي يجب على كل مسلم الاقتداء بها، واتباعها في أفعاله وأقواله، ومن هذه الصفات ما يلي:

التحلي بالصدق 

يعتبر الصدق من أسمى الصفات الإنسانية والدينية أيضًا، فمن منا لا يحب الصادق معه؟ بالطبع لا أحد، فقال الله تعالى في كتابه العزيز:

“الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار”. الآية رقم 17 سورة “آل عمران”

فإن ذكر الصادقين في الآية الكريمة مع القائمين للصلاة و المستغفرين في وقت السحر والصابرين على الضراء، يدل على عظم الفعل ومن عظم فعله عظم أجره في الدنيا والآخرة، فالله -عز وجل- يصطفي عباده الصادقين في القول والفعل ووعدهم بجنات النعيم، وكما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف:

روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)

يدل الحديث الشريف على مدى تأثير الصدق في حياة الإنسان، وأن الصدق يكون مصدرًا رئيسيًا في هداية صاحبه إلى ما يحبه الله ويرتضيه من الأعمال الصالحة وصلاح الأحوال ينبع من ميزة الصدق الدائم الذي ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة على عكس الكذب الذي يلقي بصاحبه إلى الهلاك والفجور في الدنيا والآخرة أيضًا.

الإحسان والإخلاص

إن الإحسان من أعلى المراتب الإيمانية التي يحبها الله ورسوله، وله معاني كثيرة فكما في حديث سؤال جبريل عليه السلام:

(فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنّه يراك)

والمقصود بالإحسان هنا الإخلاص لله والتعبد له كأنك تراه، وهذا يدل على صحة الإيمان وقوته والاستقامة على طريق الله الصحيح أما في قوله تعالى:  “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ”. سورة “النحل”، الآية 90

فالمقصود بالإحسان هنا هوة أن يفوق العدل بمعنى أن يعطي الإنسان أكثر مما يأخذ ويأخذ أقل مما يستحق، ولذلك يحب الله المحسنين فمن اتبعه جزاءه عظيمًا.

لا يفوتك أيضًا:  قصص قصيره عن الاخلاق والفضائل

الرحمة ولين القلب

تعد الرحمة أيضًا من الصفات المحمودة والتي يحبها الله ورسوله، فالرحمة تدل على لين القلب ورأفته بمن حوله، وتشمل الرحمة الرفق بجميع الكائنات الحية كما أمرنا الله ورسوله الكريم بداية من النبات إلى الحيوان، فما بالنا برحمة البشر ببعضهم البعض؟

كما أن الرحمة تعد من أعظم صفات الله فهو الرحيم بعباده الضعفاء، وإن للرحمة أهمية كبيرة بين الناس وتنشر المحبة والمودة بين الناس وتحقق المزيد من الأمان والسعادة.

كما أنها تمحي الذنوب والمعاصي لأنها تعد من الأعمال الصالحة كما بلغنا الإسلام، فقد يدخل الإنسان نفسه النار إذا قام بإيذاء أي ذي كبد رطب بغرض الإيذاء العمد كما في الحديث الشريف :

 (دخلَتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها ، فلم تَطعَمْها ، ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ) “رواه البخاري”

فإن دل الحديث على شيء فهو يدل على أن الرحمة لا تقتصر على البشر فقط وإنما على سائر المخلوقات الحية طالما ليس منها أدنى ضرر.

التواضع وعدم التكبر

من الأخلاقيات التي حثنا ديننا الحنيف على التمسك بها هي التواضع، فإن التواضع له أنواع كثيرة فمنها الخشوع والتذلّل لله عز وجل، إن الله يحب عباده الخاشعين المتذللين إليه وبهذه الصفة الحميدة ينالون أعلى الدرجات لأنه أعظم أنواع التواضع لتجرده من كل ملذات الحياة، وكما قال تعالى في كتابه الكريم:

“وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”، الآية الكريمة 215 من سورة “الشعراء”

هنا يأمر الله رسوله بأن لا يتعالى على من آمنوا معه  ويأمرهم بالمعروف والإحسان بطاعة الله، و أن لا أحد أفضل عند الله من أحد إلا بالتقوى، وذكر في الحديث الشريف:

عن عبدالله بن مسعودٍ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ)، قال رجلٌ: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنةً. قال: (إن الله جميلٌ يحب الجمال، الكِبْرُ: بطَر الحق، وغمط الناس)؛  [1] .

يدل الحديث على أن الله يمقت الكبر ولا يدخل الجنة من يحمل في قلبه ذرة واحدة من كبر، فلا بأس على من يتمتع بالمظهر الطيب واللباس الأنيق طالما لم يتكبر على من لا يستطيع أن يضاهي هذه الأمتعة بعكس التواضع الذي يحثنا عليه الله ورسوله لأنه من أعظم ما يزرع في قلب الإنسان المسلم.

لا يفوتك أيضًا:  آيات قرآنية عن الأخلاق

في نهاية المقال قد نكون عرضنا صفات يحبها الله ورسوله على سبيل المثال، وليس الحصر، وقد أوصانا بها رسولنا الكريم فقد أوردنا بعض منها مثل الصدق والإحسان والرحمة والتواضع.

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن مسعود وعبدالله بن سلام | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 7674 | خلاصة حكم المحدث : صحيح