خطبة قبل دخول رمضان مكتوبة كاملة

أ / آية أحمد زقزوق

إن المقصود بالخطبة هنا، هي ما يقال على المنبر، وتكون عبارة عن نصح وإرشاد وتعليم، وتوضيح كامل لأمور الدين، فيحرص الخطيب على تحري الدقة في معلوماته وأسلوبه، لإيصال القيم والمبادئ الإسلامية.

وتوضيح أمور العقيدة للمسلمين، فالهدف من الخطبة تنوير العقول وإمداد القلوب بالنفحات الإيمانية، وبث روح التعاون والمشاركة بين المسلمين، كما يجب أن يكون الخطيب على علم واسع وخلق ولديه أسلوب سلسل مميز في الشرح.

خطبة قبل دخول رمضان مكتوبة

إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شر أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمد عبده ورسوله.

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام ورزقنا لذة الإيمان، فاللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأرضا عنا فأنت مولانا يا حي يا قيوم، أما بعد؛ يقول الله تعالى يا أخواني الكرام في كتابه العزيز [1]

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”

فلم يبقى سوى أيام قليلة ويأتي شهر رمضان، شهر البركة والعبادة والإحسان، شهر الجود والكرم وصلة الأرحام والغفران والعتق من النيران، فلم يبقى إلا أيام قليلة وتأتي أيام اللطف والتراحم وتملأ الصدور نفحات الإيمان وآيات القرآن، فاللهم بلغنا رمضان.

وجوب الصيام 

الصيام ركن أساسي من أركان الإسلام، ففرض على المسلم البالغ العاقل القادر، فالله تعالى برحمته وعفوه عفا منه المريض والمسافر، كما أن الصيام عفة وطهارة وترفع عن الشهوات، وتنازل عن الملذات، فللصائم أجر عظيم, فيقول الله تعالى:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

أجر الصيام 

أحبتي في الله، الصوم الصوم، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول أن الله تعالى قال “كل عمل ابن ادم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني صائم

والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فللصائم فرحتان يفرحهما، إذ أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه “.

كما يقول الله عز وجل أن الصائم، يترك طعامه وشرابه وشهوته، من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشرة أمثالها.

فضل الصيام 

أيها المسلمون كل العبادات تعود بالنفع على المسلم، فالصوم فضله عظيم وشهر رمضان مكانته كبيرة عند الله وعند عباده المؤمنين، كما أن الصيام من أحب وأفضل الأعمال لله عز وجل، ومن فضائل الصيام:

  • الصيام يقي الإنسان من شر نفسه ويبعد عنه وساوس الشيطان.
  • الصيام حصن منيع من جهنم وحرها وشدتها.
  • الصيام بوابة الجنة، فلا تحرموا نفسكم من جنة الخلد.
  • الصيام يكفر الخطايا ويمحي الذنوب.
  • شهر رمضان به ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، فسبحان الله تعالى يهدينا الأيام المباركة ليكفر الذنوب ويستر العيوب ويبدل أحوالنا من أشقياء لسعداء.
  • الصيام شفيع لكم يا أمه الإسلام يوم القيامة، يامن يباهي نبي الله بكم الأمم، فصوموا وقوموا واحتسبوا، وأعبدوا الله حق عبادته وأشكروه وأدعوه يستجب لكم.

عباد الله بلغكم الله رمضان وأنتم عابدون شاكرون حامدون كاملين غير ناقصين، فرحين بفضل الله وعطائه، جنبكم الله الفحشاء والمنكر والبغي ورزقكم الأجر والبر وسعادة الدارين، أذكروا الله واتقوا، فالله يعلم ما تصنعون.

شاهد أيضًا: خطبة دينية قصيرة عن بر الوالدين

خطبة قبل دخول رمضان قصيرة

بسم الله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،  الحمد لله نشكره ونستغفره ونتوب إليه، نشهد أن لا إله إلا هو الحي القيوم، ونشهد أن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، ونشهد أن محمد عبده ونبيه ورسوله، وأن لا نبي بعده، جاء هادي مبشرًا ونذيرا، أما بعد؛

أقترب رمضان شهر الخير والإخلاص، والمغفرة فالله تبارك وتعالى يعتق كل يوم عند الإفطار ألف من النار، وفي نهاية رمضان يعتق في يوم واحد مقدار ما عتق الشهر كله، فاللهم بلغنا رمضان وارزقنا الأجر وجنبنا الفتن، وأجعلنا من المعتوقين من النيران.

أحبائي في الله، لم يكن شهر رمضان أبدًا لملأ البطون وتخزين الطعام وإهدار النعم، بل جاء للتنزه عن كل شهوة ولا تنسوا أن الطعام والشراب شهوة، فاغتنموا الشهر الفضيل في الصلاة والزكاة وصلة الرحم والعطف على الصغير وقراءة القرآن وغرس الزرع والدعاء والتوبة.

أخواني جاء وقت التخلي عن العادات السيئة، جاء وقت ترك الفتن، وترك المحرمات، أفتحوا المصاحف وأقرأوا الآيات، وتدبروا قول الله تعالى

ففي آيات القرآن عظة ورحمة وعلم ونور مبين، علموا أولادكم أن رمضان لله والصيام لله، فما أدراك ما فرحة الصائم إن لقى الله بصومه.

أحبائي تذكروا الفقراء، أملئوا موائدهم خيرات مما آتاكم الله، وأعلموا أن الإسلام بني على التكافل والعطف والمحبة، فلو تضامن الجميع وتعاون لم يبقى بيننا فقير، وأنفقوا وأعلموا أن مالكم سيزداد بركة فما نقص أبدًا مال من صدقة، وتذكروا قول الله الحق في سورة البقرة:

“الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” [2]

أما بعد؛ أذكركم ونفسي بتقوى الله فعلامات الساعة كثر، والله أعلم بكل شيء، فأعملوا من أجل أن نرحم يوم القيامة، وتذكروا قول الله تعالى

“يَا أَيُّها النَّاسُ ٱتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ”

في ختام الحديث حول خطبة قبل دخول رمضان عباد الله إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهيكم عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، أذكروا الله العظيم يثبكم وأشكروه يزيدكم واستغفروه يغفر لكم واتقوا يجعل لكم من أمركم مخرج، وأقم الصلاة.

المراجع
  1. سورة البقرة (آية183)
  2. سورة البقرة آية (261)