قصتي مع اكتئاب الولادة او ما يسمى (اكتئاب ما بعد الولادة)

أ / عمرو عيسى

تتعرض بعض النساء بعد الولادة بظهور بعض الاختلالات الجسمية والنفسية بما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة، والذي يمكن أن يستمر إلى أيام قليلة كما يمكن يمتد إلى أشهر طويلة، لذا كان من الضروري التعرف على بعض أعراضه.

تجربتي مع اكتئاب الولادة

في وقت متأخر من الليل استيقظت مفزوعة من نومي بعد أن رأيت كابوسًا لا يحتمل، وجدت نفسي إلى جانب زوجي الذي لم يمر على زواجنا إلا سنة واحدة ومن الجانب الآخر طفلي الذي يبلغ من العمر أسبوعين فقط.

بدأ الأرق يسيطر عليَّ وكنت لا أرغب في النوم؛ خوفًا من أن أتعرض لنفس الحلم المفزع، بالإضافة إلى بكاء طفلي الذي لا ينتهي إلا عندما أحمله وأظل أتحرك هنا وهناك؛ حتى يغلب عليه النوم.

كان من أهم أسباب استيائي هو عدم شعور زوجي بما أمر به، ولكن في نفس الوقت كنت أقدم له بعض الأعذار بسبب مسؤولياته الكثيرة.

ظللت أكثر من أسبوع لا أنام على الإطلاق إلى أن قررت أن أتوجه إلى طبيب نفسي لمعرفة ماذا حلَّ بي؟

أخبرني الطبيب أنني أعاني من أعراض اكتئاب الولادة، كما أخبرني أنه مثل أي مرض نفسي يحتاج إلى استشارة وعلاج نفسي وهو ما بدأ بتطبيقه معي.

قصتي مع اكتئاب الولادة

لا يفوتك أيضًا: ما هو الاكتئاب وعلاماته وطرق علاجه

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

حدثني الطبيب أن هذا الاكتئاب يحدث بسبب بعض التغييرات التي تحدث لجسم المرأة أثناء فترة الحمل، كما أن هناك الكثير من الأعراض التي تؤكد الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

  • الصداع المزمن.
  • الآلام والأوجاع المنتشرة في الجسم.
  • صعوبة التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • عدم الشعور بالأمومة تجاه الطفل، وعدم الارتباط به.
  • الرغبة في الانعزال عن الجميع وعدم القدرة على التعامل معهم.
  • التقلبات المزاجية المتكررة.
  • سيطرة مشاعر الغضب تجاه الطفل.
  • البكاء المستمر دون وجود داعٍ لذلك.
  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • فقدان القدرة على التعامل مع الزوج.
  • حدوث اضطرابات أثناء النوم.
  • اضطراب في مستوى ضغط الدم.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالقلق والخوف والتوتر دون وجود سبب لذلك.

لا يفوتك أيضًا: نتيجة تجربتي مع البكتيريا النافعة للاكتئاب (البروبيوتيك)

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

في بداية الجلسة الثانية أخبرني الطبيب أن السبب الأساسي لإصابتي باكتئاب ما بعد الولادة هو الشعور بالأمومة في سن صغير إذ أنني لم أتجاوز 24 من العمر.

كما أنني أرغب في أن أكون أم مثالية، وهو ما أدى إلى فقدان شغفي للوصول إلى ما أتمناه، كما حدثني الطبيب عن بعض الأسباب الأخرى للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

  • التعرض للإجهاد المُفرط بعد الولادة.
  • المسؤوليات المُلقاة على عاتق الأم.
  • قلة النوم بشكل منتظم بعد الولادة.
  • ظهور الكثير من التغييرات بشكل مفاجئ والتي لا بُد من التعامل معها.
  • قلة أوقات الفراغ.
  • إحساس الأم بأنها أقل جاذبية من السابق.
  • سعي الأم لأن تكون أم مثالية.
  • الأمومة في سن صغير.
  • إذا أنجبت طفلًا وظل بعض الوقت في المستشفى.
  • إذا تمت الولادة قبل 37 أسبوع.
  • في حالة إنجاب توأم.
  • وجود سجل عائلي من الإصابة بالاكتئاب .
  • افتقاد الأم للدعم من الأشخاص المحيطين بها.

علاج اكتئاب الولادة

ساعدني الطبيب بشدة لتخطي هذه الفترة العصيبة من حياتي، وقد كان ذلك من خلال تلقي جلسات العلاج النفسي، إلى جانب بعض مضادات الاكتئاب الأخرى والتي أبدت معي نتائج إيجابية بالفعل.

استطعت بعد ذلك التأقلم مع وضعي والاستمرار بشكل طبيعي في حياتي.

  • يساعد العلاج النفسي على التخلص من المخاوف التي تسيطر على الأم في فترة الاكتئاب، كما أنه يعثر على أفضل الطرق التي يمكن من خلالها التكيف مع المشاعر ووجود حل جذري للمشكلة.
  • أما مضادات الاكتئاب قد ينصح الطبيب بتناولها للوصول إلى أفضل النتائج في وقت قصير، أما في حالة إذا كنتِ ترضعين رضاعة طبيعية فعليك التعاون مع الطبيب للوصول إلى الحل المناسب.

لا يفوتك أيضًا: هل يمكن علاج الاكتئاب بدون دواء

نصائح لتجنب اكتئاب ما بعد الولادة

قصتي مع اكتئاب الولادة

كنت أتصفح أحد مواقع الإنترنت الخاصة باستشارات ما بعد الولادة، ووجدت أكثر من طبيب يؤكد على ضرورة الالتزام ببعض النصائح؛ للوقاية من التعرض إلى اكتئاب الولادة.

  • ضرورة مصارحة الزوج بما تشعر به الأم.
  • التقليل من التعرض إلى الإجهاد.
  • تغيير بعض الروتين في اليوم.
  • الانضمام إلى المجموعات الخاصة بالدعم النفسي للأمهات بعد الولادة.
  • التحدث مع الأمهات الآخرين؛ للاستفادة من التجارب التي مروا بها.
  • ضرورة تخصيص بعض الوقت للخروج مع الأصدقاء أو مشاهدة فيلم.
  • عدم القيام بالكثير من المهام في وقت واحد.

هناك ضرورة مُلحة إلى ضرورة توعية مجتمعاتنا حول اكتئاب الولادة، إذ أن المجتمعات العربية دائمًا ما تربط الحزن بالضعف بل فهم يصدرون أحكامًا أن الأمهات لا تستحق الحصول على لقب أم؛ لذا لا بُد من تصحيح هذه المفاهيم.