تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة في أوقات الإجابة

أ / عمرو عيسى

تعددت أوقات الإجابة التي حثّ الإسلام على إكثار الدعاء فيها، والمسلم الفطِن هو من يتحرى تلك الأوقات ويسأل الله بخيري الدنيا والآخرة، إذ إنها من عطايا ومنح الله -عز وجل- للعبد، من تلك الأوقات.. الدعاء ما بين الأذان والإقامة، فإنها من الأوقات مُجابة الدعوى والتي ثبتت بالأدلة الشرعية.

تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة

تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة

كنت أغفل كثيرًا عن الدعاء، فلا أدعو الله إلا إذا اشتد بلائي وكثُرت حاجتي، فكم كنت مقصرة في تلك العبادة، غافلة عن ثمارها الطيبة على العبد، حتى أنني لم أكن أعلم أنه توجد كثير من الأوقات التي لا ترد بها الدعوة، والتي منها الدعاء بين الأذان والإقامة .

إلى أن سمعت أحد الشيوخ يذكر فضل الدعاء بين الأذان والإقامة، ويروي حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الدُّعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ مُستجابٌ، فادْعوا”.

الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 3405 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

كما روى أنس بن مال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ. قالوا: فماذا نقولُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: سَلُوا اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ”.

الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الترمذي | المصدر: سنن الترمذي –الصفحة أو الرقم: 3594 | خلاصة حكم المحدث: حسن.

حينها أدركت أنني أغفل عن أمر هام، فاللبيب لا يترك وقتًا يجاب فيه كافة الدعوات مهما كثرت أو عظمت، فإنها على الله هينة.

فوالله ما لبثت إلا ووجدت أثرًا طيبًا لدعائي، وتحققت لي دعوات عدة، بفضل يقيني في الله عز وجل، والدعاء بين الأذان والإقامة، فكان لتجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة، آثارها الطيبة.

لا يفوتك أيضًا:  تجربتي مع اسم الله الأعظم والدعاء باسم الله

فضل الدعاء بين الأذان والإقامة

رغبت في العلم أكثر حول أفضل الدعاء في تلك الأوقات، والحكمة من استجابة الله الدعاء فيها، وتبيّن أنه ثُبت بالأدلة الشرعية، لاسيما سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الدعاء في تلك الأوقات.

فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث عدة تبين فضل الدعاء في تلك الأوقات، وتحث عليها.

قول النبي: “ساعتان تُفتَّحُ فيهما أبوابُ السَّماءِ وقلَّما تُرَدُّ على داعٍ دعوتَه عند حضورِ النِّداءِ والصَّفِّ في سبيلِ اللهِ وفي لفظٍ ثِنْتان لا تُرِدَّان أو قال ما تُرَدَّان الدُّعاءُ عند النِّداءِ وعند البأسِ حين يلحَمُ بعضٌ بعضًا”. [1]

كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ثِنتانِ لا تُرَدَّانِ أو قلَّما تردَّانِ الدُّعاءُ عندَ النِّداءِ وعندَ البَأسِ حينَ يُلحِمُ بعضُهُم بَعضًا. وفي زيادَةٍ: ووقتُ المطَرِ”. [2]

عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إن المؤذنين يَفْضِلوننا؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فسلْ تُعْطَه”. [3]

لا يفوتك أيضًا:  دعاء ربي إني مغلوب فانتصر وتجربتي مع الدعاء

أدعية تقال بين الأذان والإقامة

تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة

كنتُ أبحث عن أدعية مأثورة واردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تُقال بين الأذان والإقامة، وتبين لي أنه لم يرد أحاديث تبيّن ما يقال في هذا الوقت،

إلا أنه يستحب أن تشتمل على أمور الآخرة، لاسيما أنه وقت مستجاب فيه الدعاء، ويمكن الاستعانة بالأدعية المأثورة، الواردة في القرآن والسنة.

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”

“رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ”

“اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام.

اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء.

“اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وعظم لي نورًا”.

اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ومن عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال .

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم.

اللهم إني أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.

اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه.

اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي.

“رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

بيد أنني استزدت في الدعاء، ودعوت بمختلف الأمور في الدنيا والآخرة.

  • اللهم إني اسألك بكل اسم هو لك أن تغفر لي ذنبي، وتعطيني سُؤلي، يا رب عافني واعف عني، وارزقني الخير حيث كان وارضني به يا كريم.
  • اللهم ارزقني خيري الدنيا والآخرة، واجعل لي التيسير في كافة أمور، اللهم إني وكلتك أمري فدبر لي، فإني لا أحسن التدبير.
  • يا رب أسألك أن تصلح لي ديني ودنياي، وأن تجعل الحياة زيادة لي في كل خير، وتريحني بالموت من كل شر.
  • اللهم اهدني بفضلٍ فيمن هديت، وعافني واعف عني، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيعًا لقلبي، ونورًا لفؤادي، اللهم حببني في كل عمل يقربني إليك، واصرف عني كل أمر لا ترضى عنه يا رب العالمين.
  • اللهم إني أسألك التوفيق في كافة أموري، في ديني ودنياي، اللهم ارزقني العفاف والغنى والصلاح والتقوى.
  • يا رب أسألك العافية في الدنيا والآخرة، فاللهم عافني في سمعي وبصري وبدني.

في ختام تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة لعلّ الحكمة من كون الدعاء بين الأذان والإقامة مستجابًا هو فضل الزمان، أي: لما كان زمن الدعاء عظيمًا، وهو وقت الصلاة، كان الدعاء بها عظيمًا.

المراجع
  1. الراوي: سهل بن سعد الساعدي | المحدث: المنذري | المصدر: الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم: 2/262 | خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
  2. الراوي: سهل بن سعد الساعدي | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود –الصفحة أو الرقم: 2540 | خلاصة حكم المحدث: صحيح دون “ووقت المطر”
  3. الراوي: عبد الله بن عمرو | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود –الصفحة أو الرقم: 524 | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.