تجربتي مع متلازمة توريت

أ / عمرو عيسى

مُتلازمة توريت هي اضطرابات مختلفة تظهر على حركة الجسم، بمعنى أن يكون هناك بعض الحركات اللاإرادية التي تسيطر على الإنسان فكان من الصعب التعامل معها، وقد وردت عدد من التجارب التي أسهمت في توضيح كيفية التعامُل معها.

تجربتي مع متلازمة توريت وأعراضها

أنا شاب يافع يعاني من متلازمة توريت، وقد كانت سببًا في مواجهتي العديد من التحديات اليومية، فأدت إلى إصابتي بالمشاكل النفسية والعاطفية.

لطالما كنت مصابًا بهذا المرض مُنذ بداية حياتي، لكنني لم ألاحظه.. فكانت المرة الأولى التي بدأت أعراضه تُزعجني حين بلغت سن الثانية عشرة، بدأت أشعر بالتصرفات العصبية المفرطة، والأصوات غير المتحكم بها والحركات العضلية الغير طبيعية.

كنت أشعر بالإحراج والعار من الظهور أمام الآخرين، مما جعلني أتجنب الأماكن العامة والأنشطة الاجتماعية، نظرًا لظهور المزيد من الأعراض.

  • التشنجات المُتكررة، وعادة ما تكون مصحوبة بأصوات مُرتفعة.
  • عدم القدرة على القراءة والكتابة وأداء العمليات الحسابية .
  • صعوبة الجلوس في وضعية مُستقيمة.
  • ظهور علامات الوسواس القهري.
  • المعاناة من اضطرابات النوم بشكل زائد عن الطبيعي والمُعتاد، حيث وصل الأمر إلى التحدث أثناء النوم، والاستيقاظ لفترات طويلة من الليل.
  • مواجهة صعوبة في التركيز.
  • ظهور علامات فرط الحركة بشكل أكبر من الطبيعي.
  • القيام بحركات غير مألوفة من حيث هز الأكتاف ورمش العين، وإصدار أصوات النباح وغيرها من الأصوات غير التقليدية.

على الرغم من أن حالتي بدأت تتحسن عندما تلقيت العلاج المناسب، إلا أن فترة الشفاء الكاملة كانت طويلة للغاية، والمتلازمة لم تختفي تماماً ولكن تحسّنت في نهاية المطاف.

فقد تأثرت حياتي الاجتماعية بسبب المتلازمة، فكنت أعاني من الاكتئاب والقلق وعدم الثقة بالنفس بالإضافة إلى التحديات العملية اليومية، وقد كان من الصعب التعامل مع هذه الحالة الصحية في البداية.

لكن تحسّنت تدريجياً وبدأت باسترجاع حياتي الاجتماعية مرة أخرى، بعد زيارة الأطباء المعالجين والمدربين وحصلت على دعم أصدقائي وعائلتي؛

مما ساعدني على تطوير استراتيجيات التعامل مع هذه الحالة في دورات الحياة، على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها، إلا أنني اليوم بأفضل حال.

تجربتي مع متلازمة توريت

لا يفوتك أيضًا:  تجربتي مع متلازمة كوشينغ

أسباب الإصابة بمتلازمة توريت

تجربتي مع متلازمة توريت بدأت عندما اكتشفت أن ابنتي الصغيرة تعاني من هذه الحالة الصحية، كان ذلك صعبًا في البداية، لأننا لم نكن نعرف الكثير عن هذه الحالة وكيفية التعامل معها، لذا حرصت على البحث حول الأسباب التي تؤدي لظهور هذه الحالة.

  • الجينات الوراثية.
  • الإفراط في إفراز هرمون الدوبامين، والذي يتسبب في الشعور بالتوتر النفسي، وظهور المزيد من الأعراض.

إلا أنها من المُتلازمات غير المُعدية، وبالتالي لا يمكنها أن تنتقل من شخص لأخر، ما طمأنني إذ كُنت أخشى على إخوتها.

بعدها قمنا بالاطلاع على الحالة وتحدثنا مع أطباء الأطفال والاستشاريين النفسيين لمعرفة الإرشادات اللازمة، وكان الهدف الرئيسي هو توفير الدعم والرعاية لابنتنا الصغيرة، فخضعت إلى التشخيص والعلاج.

  • يحصل طبيب الأعصاب في البداية على التاريخ المرضي للعائلة، والتعرف على الأعراض التي ظهرت على الطفل.
  • إجراء فحوصات الدم والدماغ لمعرفة طبيعة إفراز الهرمونات في الجسم.
  • يصف الطبيب العلاج المُناسب للحالة المرضية، فلا يوجد علاج واحد لجميع المُصابين بهذه المُتلازمة.
  • يعتمد العلاج على تحسين السلوكيات النفسية أكثر من العلاج الدوائي.
  • مساعدة المريض على التأقلم بواسطة الطبيب النفسي في حالة حدوث التشنجات المفاجئة، لِتعلُم مهارات الاسترخاء، والسيطرة على الأعراض المُختلفة.
  • وصف الأدوية المُضادة للاكتئاب؛ للسيطرة على أعراض الوسواس القهري.

تتطلب متلازمة توريت توفير بعض الإجراءات الإضافية في الحياة اليومية، والتي تعمل على تقليل المحفزات الخارجية وتوفير الثبات والأمان للطفل، كما تعلمنا كيفية تحديد الطرق التي يمكن من خلالها دعم طفلنا وتعزيز ثقته وراحته.

لا نزال نحرص على توفير الدعم اللازم لابنتنا، إلا أننا نشعر بالرضا عن التقدم الذي تحقق، ولله الحمد، فإن ابنتنا الآن تبدي استجابة جيدة للعلاج ونرى تحسنًا كبيرًا في أعراض الحالة.

لا يفوتك أيضًا:  تجربتي مع متلازمة كلاينفلتر ومضاعفات وتشخيص المتلازمة

كيفية التعامل مع مريض مُتلازمة توريت

من واقع تجارب الأطفال والمراهقين المُصابين بمتلازمة توريت، وجدتُ بعض الطرق التي يجب الاعتماد عليها في التعامل مع المصابين بها للتقليل من شدة الأعراض.

  • يعتمد التعامل مع المريض بشكل أساسي على طبيعة الأشخاص المحيطين به، وذلك لأن المسؤولية الأكبر تقع على العائلة في هذا الأمر.
  • تجنب التواجد في بيئة التنمر أو السلوكيات العدوانية، إذ تتسبب في تدمير نفسية المريض.
  • يجب التعامل مع الطفل على أنه طبيعي قادر على القيام بالعديد من الأنشطة المُختلفة مثله مثل أي طفل طبيعي.
  • توعية الطفل حول المُتلازمة ليتعرف على حالته، حتى لا يضع نفسه في موضع سخرية أو تنمر أو خوف من الآخرين.
  • توفير الدعم والمُساندة من الآخرين، فإن هذه الطريقة تُساعد الطفل على تشكيل حياة اجتماعية كبيرة من حوله.
  • تهيئة البيئة المُحيطة بالمريض بحيث تكون تتناسب مع الأعراض التي تظهر عليه للتأقلم عليها، سواء كانت البيئة المدرسية أو الاجتماعية أو العائلة في المنزل.
  • الالتزام بكافة الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع المريض بشكل مُباشر، وذلك بهدف الحفاظ على حالته النفسية.
  • التعرف على أهم التصرفات السلوكية التي يجب التعامل بها مع المريض، وخلق بيئة مُناسبة للتعامل معه بشكل صحي.
  • تجنب إهانة أو تعنيف المريض بسبب الحركات اللاإرادية التي تصدر منه.
  • من الأفضل ألا يتعرض المريض إلى مواقف ضغط مُباشر أو أساليب العقاب المُختلفة عند إصدار أصوات غير مألوفة.

لا يفوتك أيضًا:  الترا-فيت Ultra Vit مقوي عام ومكمل غذائي

مضاعفات الإصابة بمتلازمة توريت

تجربتي مع متلازمة توريت

جاءت والدة أحد المصابين بهذه المُتلازمة تسرد تجربتها قائلة: “لم أكن على علمٍ كافٍ بهذه المتلازمة وأعراضها، لذا ظننت أن طفلي يعاني من أعراض فرط الحركة الطبيعية التي يعاني منها أي طفل في عمره.

إلى أن تطور الأمر لإصابته بالمضاعفات، وعند البحث في الأمر وجدت أنه هذه المتلازمة تعود إلى الأمراض النفسية العصبية، والتي في حالة تجاهلها يتسبب في ظهور الكثير من المضاعفات”.

  • الدخول في حالة من الاكتئاب والقلق المُستمر.
  • الإصابة باضطرابات النوم المُختلفة.
  • السلوك العنيف.
  • الشعور بالآلام المُختلفة والتي قد تتسبب في الصداع المُزمن.
  • تشتت الانتباه.
  • فرط النشاط والحركة.
  • الإصابة بالوسواس القهري المُزمن.

استعنت بالطبيب نفسي لمعرفة كيفية التخلص من هذه الأعراض لهذه، بالفعل مع الوقت تخلص طفلي من هذه الأعراض بنسبة 90%، وبدأ يتأقلم مع الأعراض الأخرى.

في ختام الحديث حول تجربتي مع متلازمة توريت يجب لفت الانتباه أن التعرف على هذه المتلازمة من أعراض وأسباب وطرق التعامل مع المريض هي الطريق الصحيح للعلاج، والخيار الأمثل للشفاء بشكل أسرع.