كيفية التخلص من المصاحف القديمة ورماد المصحف

أ / آية أحمد زقزوق

يسأل الكثير عن كيفية التخلص من المصاحف القديمة، إذ أنه كتاب الله المقدس، كتاب الهدي والإرشاد والشفاء والنور والرحمة والموعظة الحسنة، يعرف بأنه دستور البشرية ونذير الأمة.

تهدأ به النفس وتطيب به الروح ويسكن به القلب، به مفاتيح الجنة وأبواب الطاعة ومقاليد السعادة، هو الناصح والواعظ، فيه التاريخ والنحو والدواء لكل داء، من حفظه استقام ومن صار على رشده لا يضام، كتاب الحق والإيمان، دليل المسلم للهداية والعزة والرفعة.

طريقة التخلص من المصاحف القديمة

يوجد في أغلب المنازل مصاحف قديمة أوراقها، أو ممزقة فيحتار أهل المنزل في شأنها خوفًا من حرقها أو رميها بطريقة لا تليق بكلام الله المقدس الموجود فيها، فما الواجب فعله في هذه المصاحف:

يرى أهل العلم أن الواجب فعله في المصاحف القديمة، أن يعاد تجليدها وترميمها، إذا كانت تصلح لذلك، فيؤجر الإنسان على فعلته خيرًا لأنه بهذا حفظ كتاب الله وكلماته.

أما إذا كان المصحف لا يمكن تجليده وأوراقه مهلهلة فالواجب دفنه، لقول الحصكفي (أحد فقهاء الحنفية):

المصحف إذا صار بحال لا يقرأ فيه، يدفن كالمسلم [1]

يجب أن يدفن المصحف في مكان طاهر، ويضمن طهارته دائمًا وأبدًا، كإن يدفن في المسجد، حيث قال صاحب الحاشية:

أي يجعل في خرقة طاهرة، ويدفن في محل غير ممتهن، لا يوطأ.

يمكن دفن المصحف في المسجد، وهذا لضمان طهارة المكان، حيث قال البهوتي (أحد علماء الحنابلة):

إذا بلى المصحف أو اندرس دفن نصا، ذكر أحمد أن أبا الجوزاء بلى له مصحف فحفر له في مسجده فدفنه. [2]

من طرق الحفاظ على كلمات الله تعالى من الهلاك، والتعامل مع المصاحف الهالكة والبالية، إرسالها في جمعيات متخصصة للحفاظ عليها، حيث بات هناك جمعيات في الميادين مخصصة في استلام النسخ القديمة من المصاحف وترميمها، مثل دار الوثائق.

يمكن إلقاء المصاحف البالية في البحر، حيث تذوب الكلمات وتختفي معالمها، وأثارها خلال فترة وجيزة، كما أن البحر مائه طاهر، إلا أن دار الإفتاء المصرية، أكدت أن على كل مسلم الحفاظ على كتاب الله، ووضع المتهالك في مكان آمن وعدم تعريضه للتمزيق، إلا أن الخيارات المطروحة للتخلص من المصاحف القديمة في حالة تعذر الحفاظ عليه.

كيفية التخلص من المصاحف القديمة

هل يجوز حرق القرآن التالف

يخاف الناس من التعامل مع الأوراق البالية التي يوجد فيها اسم الله، حتى لا يقع أحدهم بذنب أو يسأل عن إهماله اسم الله أو كلامه المقدس، لذلك يجب اللجوء لأهل العلم والتعرف على حكم التعامل معها، فمن السائد لدى الناس حرق الأوراق البالية التي بها اسم الله.

يجوز حرق المصاحف البالية إن لم يستطيع الشخص ترميمها أو دفنها في مسجد أو في مكان طاهر، وذلك خوفًا عليها من أن توطأ بالأقدام أو تمزق أو تهمل، أو تضيع وسط القمامة والأماكن الغير طاهرة.

كما أن بعض من أهل العلم أكدوا أن الحرق أولى من الدفن لأنه فعل منسوب للصحابة، حيث أن عثمان بن عفان حرق المصاحف والصحف، حين كان يجمع القرآن، ليتأكد من أنه لا يوجد نسخ إلا التي كتبت بيد الصحابة، خوفًا على الكتاب من التحريف، حيث روي البخاري في صحيحه:

أرسل عثمان بن عفان إلى حفصة بنت عمر ، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها لكِ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وأرسل إلى ل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

شاهد أيضًا: حكم تقبيل المصحف الكريم

كيفية التخلص من رماد المصحف

يعتبر المصحف هو أعظم الكتب التي عرفتها البشرية، فهو الكتاب المقدس الذي أهداه الله للعالمين هديًا وحبًا ورحمة وكرامة وسبيل للحياة، فعند حرق المصحف بنية الحفاظ على كلماته من المهانة والوطيء، يجب جمع الرماد ودفنه أيضًا في أرض طاهرة كالمسجد، أو إلقائه في البحر.

كيفية التخلص من المصاحف القديمة

حكم تمزيق المصحف

يعتبر تمزيق المصحف، مصيبة وكارثة، وكفر وخروج عن الملة، حيث إن في ذلك إهانة للقرآن الكريم، ولكلام الله واستهانه بكلام الله عز وجل، فالقرآن هو كلمة الله في الأرض ودستوره الذي يجب أن يكرم ويقدس ويحفظ.

أما عن الاستخفاف بالدين وبالقرآن الكريم، وتمزيق المصحف عن عمد، فهو ردة وكفر، وهذا ما أجمع عليه الفقهاء، كما يجب أن ينفذ فيه حكم المرتد عن الدين الإسلامي.

ووفقًا لفتوى الجنة الدائمة فإن حرق المصاحف البالية أو دفنها واجب حفاظًا عليها من التمزيق أو الوطيء وجاء نص الفتوى كالآتي:

“ما تمزق من المصاحف والكتب والأوراق التي بها آيات من القرآن يدفن بمكان طيب، بعيد عن ممر الناس وعن مرامي القاذورات، أو يحرق صيانة له، ومحافظة عليه من الامتهان، لفعل عثمان رضي الله عنه”.

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن أثناء الحيض من المصحف

كيفية التخلص من الأوراق التي فيها آيات قرآنية

يمكن التخلص من المصاحف القديمة كما ذكرنا بالدفن في مكان طيب طاهر، كأرض المساجد أو يحرق المصحف التالف، أما عن الأوراق التي يوجد بها آيات قرآنية وما هي بمصاحف، فيطبق عليها ما يطبق على المصحف تمامًا، إذ تحرق أوراقها ويدفن الرماد في مكان طيب، أو تدفن بعد أن تجمع في قماشة بيضاء في أرض المسجد.

مع العلم

يجوز تمزيق الأوراق التي بها آيات قرآنية، على أن يتم التأكد من فصل الحروف وتمزيقها جيدًا، حتى لا تكون كلمات الله عرضة للمهانة أو الوطيء بالقدم، إذ عند تمزيقها جيدًا لا يبقى منها كلمات، وقال أحد الفقهاء أن التمزيق كالحرق، طالما النية الحفاظ على كلمات الله من أن تهان أو توطئ بالأقدام.

يجب التأكيد أن التمزيق يكون بقوة، حتى تتناثر الحروف ولا تكون كلمة واحدة مجمعة، لذا فيفضل الدفن أو الحرق، للتأكد من أن الأوراق باتت رماد لا معالم لها [3] .

كيفية التخلص من المصاحف القديمة

بذلك نكون وصلنا لنهاية مقال كيفية التخلص من المصاحف القديمة، والذي تعرفنا من خلاله على طريقة التعامل مع المصاحف القديمة، والممزقة كما عرفنا ماذا نفعل بالرماد، فمن حافظ على كتاب الله حفظه الله، لذلك يجب التعامل بحرص في مثل هذه الأمور خوفًا من الوقوع في إثم أو ذنب عظيم.

المراجع
  1. الدر المختار
  2. كتاب كشاف القناع (ص 137)
  3. https://binothaimeen.net/content/8241