ما هو الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

أ / آية أحمد زقزوق

كثيرًا من الناس لا يعرف الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة، الزكاة بشكل عام هي الصدقة المفروضة بقدر معلوم، فهي ضريبة على كل مسلم، لذلك يجب فهمها ومعرفة أنواعها، وكيفية حسابها، لتأدية فريضة الله كاملة، إذ أن الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام لا منة ولا مساهمة ولا جود.

أنواع الزكاة

هناك عدة أنواع من أنواع الزكاة يجب معرفتهم، وتتمثل أنواع الزكاة في

  • زكاة الذهب والفضة 

يقول الله عز وجل “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” [1]

  • زكاة الأنعام 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم، لا يؤدي زكاتها، إلا وجات يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأخفافها، كلما نفذت أراها، عادت عليه  أولاها، حتى يقضي بين الناس. [2]

  • زكاة ما يخرج من الأرض 
  • زكاة التجارة 
  • زكاة الفطر 

الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

شاهد أيضًا: هل تجوز الزكاة للأخ العاطل عن العمل

الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

يجب معرفة الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة، لإخراج كل منهم في موضعه، ويتمثل الفرق بينهم في:

زكاة المال 

تعرف زكاة المال، هي إخراج جزء من المال إذا بلغ المال المملوك النصاب، بمعنى أن كل من لديه 87.48 جرام من الذهب أو أكثر، أو 612.36 جرام من الفضة، أو ما يعادلها من مال، ومر عليه الحول [العام]، وجب عليه إخراج زكاة عليهم.

تقدر زكاة المال بقيمة 2.5% من إجمالي المملوكات ، حيث يجمع المال والذهب والفضة وكل الثروة، التي مر عليها العام، ويخرج منها قيمة الزكاة لأماكنها المعروفة والتي أوجبها الله عز وجل.

وزكاة المال واجب لا تطوع، وفريضة من لا يؤديها يرتكب إثم عظيم، حيث يقول الله عز وجل:

“وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [3]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع حتى يطوق به عنقه” [4]

شاهد أيضًا: كم نسبة الزكاة من رأس المال

ما هي عروض التجارة

تختلف زكاة التجارة عن زكاة المال، وتعرف زكاة التجارة بأنها زكاة العروض، وهو المال الذي يتاجر فيه صاحبه، سواء سلع أو أموال، وتدفع إذا بلغت نصاب التجارة، وهو ما يعادل 40 مثقال من الفضة [مقدرة بمئتي درهم]، و20 مثقال من الذهب. 

ويفضل إخراجها من النقود، بينما يجوز إخراجها من التجارة، سواء كانت أقمشة أو حبوب أو بهائم أو تمور، أو غير ذلك، مع براءة الذمة [5]

تقدر قيمة زكاة التجارة بربع العشر، عند آخر الحول، ويجب التأكد من حساب زكاة التجارة، فهي لا تنقص المال بل تزيده بركة ونماء وأجرها مضاعف في الدنيا والآخرة.

شروط زكاة التجارة

تتمثل شروط زكاة التجارة في:

  • بلوغ النصاب
  • مرور الحول
  • النية في المتاجرة
  • شرط الملك بمعاوضة
  • ألا يكون مال التجارة نقدًا بمرور الحول

الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

شرط وجوب الزكاة

أوجب الله تعالى الزكاة لتكافل المجتمع، وليسود الحب والعدل بين الناس، وهي هبة للمسلم لكي يزكي ماله ويطهره ويباركه، ويمنح حسنات في الدنيا والآخرة، فالزكاة لا تجوز لغير المسلمين، وتتمثل شروط الزكاة في:

  • الزكاة فرض على المسلم فقط، فهي ركن من أركان الإسلام.
  • الزكاة تفرض على الحر، لا للعبد أن يخرج زكاة.
  • الزكاة تخرج من المال الحلال، تطهره وتباركه.
  • يجب أن يبلغ المال النصاب ليزكى عليه.
  • يجب أن يكتمل الحول، والحول المقصد به السنة الهجرية ، وهذا شرط في كل أنواع المال إلا الثمار والزرع، فزكاتها تجوز عند الحصاد.
  • تخرج الزكاة على المال الفائض، لا المال الخاص بالأكل والشرب والسكن.
  • تجب الزكاة على المال المملوك، إذ تشترط الملكية الكاملة للمال.
  • تجب الزكاة على المال القابل للزيادة والنماء.
  • يشترط أن لا يكون على المال دين.

الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر

لمن تعطى الزكاة في القرآن

عندما أمر الله المسلمين بزكاة المال، عرفهم مصارفها، لتصان النعم، وتوزع الأموال على مستحقيها، فالأمر ليس متروك للهوى، بل للزكاة أهلها، وتتمثل مصارف الزكاة في [6] :

  • تجوز الزكاة على الفقراء، الذين لا يملكون كفايتهم لمدة نصف عام، والمقصود بالفقراء المتعففين الذين لا يسألون الناس.
  • تجوز على المساكين [وهو الفقير السائل].
  • الزكاة للعاملين عليها
  • تجوز للمؤلفة قلوبهم
  • تجوز لتحرير العبيد [وفي الرقاب]
  • ترج الزكاة في سبيل الله
  • تحرج للغارمين لتحريرهم

وذلك لقول الله عز وجل في سورة التوبة:

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [7]

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة، العامل عليها أو الغارم أو مشتريها، أو عامل في سبيل الله أو جا فقير يتصدق عليه أو أهدي له . [8]

يجب أن يحرص المسلم على إخراج زكاته، وتطهير ماله، والمساهمة في تطوير مجتمعه، فالمجتمعات المبنية على التكافل والتراحم، تتقدم و يسودها المحبة والخير.

المراجع
  1. سورة التوبة [آية34]
  2. الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5727 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (1460)، ومسلم (990) مطولاً باختلاف يسير
  3. سورة آل عمران”[آية180]
  4. الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 756 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (3012) مطولاً، والنسائي (2441)، وأحمد (3577) بنحوه، وابن ماجه (1784) باختلاف يسير
  5. https://binbaz.org.sa/categories/fiqhi/73/fatwa?page=4
  6. https://www.zakat.org/ar/the-eight-kinds-of-people-who-receive-zakat
  7. سورة التوبة [آية60]
  8. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن خزيمة | الصفحة أو الرقم : 2368 | خلاصة حكم المحدث : صحيح