طريقة صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

أ / عمرو عيسى

طريقة صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان تتم بطريق يسيرة، ومن المعروف أن صلاة التهجد من أعظم الشعائر التي يمكن القيام بها، حيث يسعى المسلمون في هذه الأيام المباركة إلى استثمار كل لحظة من سائر أيام هذا الشهر الكريم، وهذا حتى يتمكنوا من الفوز بالجنة والحصول على الثواب الأكبر، وخاصةً أنها من الصلوات التي تكون في جوف الليل ولا يوجد مع الشخص غير الله.

خطوات صلاة التهجد في العشر الأواخر

طريقة صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

صلاة التهجد هي صلاة من النوافل في الإسلام، وعادةً ما تكون في الليل بعد رقدة أو بعد نوم قسط من الوقت، ثم يستيقظ المسلم بعد ذلك ويؤديها، وتعتبر من الصلوات التي حث الإسلام على أدائها وجاءت بصورة صريحة في القرآن الكريم في قوله:

{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } [سورة الإسراء: الآية 79].

كما تعتبر صلاة التهجد من الصلوات المشهودة بسبب كونها تُصلى في أواخر الليل، وهذا ما ذكره رسول الله في الحديث الشريف:

مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ. وقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وفي روايةٍ: مَحْضُورَةٌ ”رواه جابر بن عبد الله.

ولهذا ينصح بالحفاظ على صلاة التهجد سواء في رمضان أو غير ذلك للحصول على الأجر والثواب العظيم، كما توجد بعض الخطوات التي يقوم بها المسلم لأداء صلاة التهجد والتي تتلخص في الآتي:

1- الاستعداد للصلاة

تبدأ هذه الخطوة من خلال الاستيقاظ بفترة قبل وقت الفجر ، ثم الاستيعاذ بالله من الشيطان والوضوء ثم اختيار المكان الأنسب لأداء الصلاة، ويمكن أداؤها في المنزل أو في المسجد.

لا يفوتك أيضًا:  كم عدد ركعات قيام الليل وكيف نصليها بالتفصيل ؟

2- الخشوع في الصلاة

في هذه الخطوة يجب الحرص على بعد تركيزك عن المشكلات الدنيوية حتى تتمكن من التركيز في الصلاة والتفكير بعظمة المولى عز وجل، وتُقام صلاة التهجد بتقسيمها على عدة ركعات والتي تكون مثنى مثنى، أي أن الشخص يصلي ركعتين ثم يُسلم وهكذا، ويقدر للشخص صلاة عدد ما يرغب من الركعات، ثم تُختم صلاة التهجد بركعة وتر.

هناك قول آخر يقول الأئمة أنه يمكن أداء صلاة التهجد أربع ركعات والتسليم مرة واحدة ثم ثلاث ركعات، وهذا ما جاء في الحديث الشريف:

ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه، على إحدَى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا، فلا تسألُ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي أربعًا، فلا تسأَلْ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي ثلاثًا فقالت عائشةُ: فقلتُ يا رسولَ اللهِ أتنامُ قبل أن تُوترَ؟ فقال: (يا عائشةُ إنَّ عينيَّ تنامان ولا ينامُ قلبي) ”رواه عبد الرحمن بن عوف.

كما يقدر المرء على الإطالة في القيام وفي قراءة القرآن، ويمكن أن تكون القراءة جهرًا في بعض الأحيان وتكون سرًا أوقاتًا أخرى، ويجب الدعاء بالنجاة من العذاب وأن يرحمه الله.

3- نية عدد الركعات

يجب أن يستحضر المسلم عدد الركعات التي يرغب في أدائها ويمكنه أن يزيدها أو ينقص منها حسب الرغبة، ويجب أن يكون للمسلم عدد ركعات محدد اعتاد على أدائها في الغالب، ولكن في حالة فاتته يمكنه أن يقضيها في اليوم التالي شفعًا.

4- صلاة الوتر

في آخر الصلاة يقوم المرء بأداء صلاة الوتر، فيصلي ما يرغب من الركعات ثم يختتمها بالوتر، ويستعد بعد ذلك لأداء صلاة الفجر.

عدد ركعات صلاة التهجد

لا يمكن أن نذكر طريقة صلاة التهجد في العشر الأواخر دون أن نذكر عدد ركعاتها، حيث لم يذكر في الكتب الإسلامية نص يدل على عدد ركعات صلاة التهجد بصورة صريحة، ولكن هناك مجموعة من الأقاويل فيما يتعلق بعدد الركعات وطرح من قبل أهل العلم، ويمكن أن نطرح هذه الأقاويل في الآتي:

1- الموسوعة الفقهية

اتفق الفقهاء على أن أقل عدد لها هو ركعتان خفيفتان، وهذا ما رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه في الحديث:

إذا قامَ أحدُكم منَ اللَّيلِ فاستعجمَ القرآنُ على لسانِهِ فلم يدرِ ما يقولُ فليضطجع

حيث يعتبر قيام الليل هو الشرف الذي يناله المؤمن ويحصل على فضله العظيم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث دائمًا على ضرورة المحافظة عليه حتى ينتفع في دينه ودنياه.

2- المذهب المالكي

قال الفقهاء في هذا المذهب أن أكثر عدد الركعات هو 10 أو 12 ركعة، حيث روى عبد الله بن عباس:

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً

والتي قيل إنها تُصلى 12 ركعة ثم يوتر بركعة واحدة.

3- المذهب الشافعي

قال الشافعية إنه لا يوجد عدد أو حصر لعدد ركعات التهجد، وهذا ما تم اتخاذه من فقهاء الحنابلة من عبارة الصلاة خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر.

لا يفوتك أيضًا:  افضل دعاء في صلاة التراويح مستجاب تحميل ادعية التراويح مكتوبة Pdf

أفضل وقت لصلاة التهجد في شهر رمضان

عادةً ما تبدأ صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، ويمكن أن يبدأ الشخص بأدائها بعد الانتهاء من صلاة العشاء حتى قبل صلاة الفجر، فالليل بأكمله يعتبر وقت التهجد، إلا أن الفقهاء أكدوا على أن أفضل أوقاتها هو الثلث الأخير من الليل.

حيث يتنزل المولى عز وجل به ويطلع على أحوال العباد ويستجيب إلى دعواتهم، وقد حث رسول الله على أدائها في الوقت المستجاب عند المولى عز وجل، وورد في الحديث الشريف:

ينزلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبُ له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرُني فأغفرُ له ”المصدر تمام المنة.

فضل أداء صلاة التهجد

في إطار التعرف إلى خطوات صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان يجب أن يتعلم المسلم فضل أداء صلاة الفجر، فهي لها شأن عظيم في الدين الإسلامي، ولا تعتبر كأي صلاة أخرى، وورد عنها الكثير من الفضائل التي يمكن أن يحصل المسلم عليها، وتتلخص أهم هذه الفضائل في النقاط التالية:

  • تعتبر علامة دالة على إيمان العبد بربه، فكلما ازدادت درجة إيمان العبد زادت رغبته في الوقوف بين يدي المولى عز وجل والتذلل له، وهذا بسبب كونها صلاة خفية تختص بالمؤمن الحقيقي.
  • يتصف المرء فيها بصفاء الذهن عن صلاة النهار، وتتسم الصلاة بأنها أكثر خشوعًا، وتكون أكثر بركة والإخلاص بها يكون لوجه الله عز وجل لأنها بالخفاء كما ذكرنا.
  • مدح الله من يؤدون هذه الصلاة في آيات عديدة في القرآن الكريم، كما أنه عدد خصالهم ووصفهم بالعديد من الألقاب المشرفة منها الأبرار والمتقين والمحسنين.
  • تنجي المسلم من النار وتقربه من الفوز بالجنة والقرب من المولى عز وجل.
  • تساعد المسلم على الاهتمام بالأعمال المطلوبة منه، كما أنها تزيد الإيمان في قلبه.
  • تحصن المرء من الوقوع في الأخطاء أو اتباع الفتن والمعاصي من حوله.
  • من أفضل الأوقات التي تمكن المسلم من التدبر في القرآن وخلق الله.
  • أوصى الرسول بضرورة القيام بها وتشجيع الأزواج على إيقاظ بعضهم البعض.

لا يفوتك أيضًا:  كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر

الفرق بين صلاة التهجد وصلاة الليل

طريقة صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

يخلط المسلمون بين صلاة الليل وصلاة التهجد بسبب تشابه خطوات أداء صلاة التهجد مع الليل، ولكن هناك فرقًا جليلًا يظهر بينهم ويمكن أن نتعرف إليه في الآتي:

صلاة الليل صلاة التهجد
يمكن أن تصل بعد رقدة أو قبلها تقام بعد رقدة
لا تعتبر جزء من التهجد تعتبر جزء من صلاة قيام الليل
تتفق الصلاتان في وقت القيام بهما حيث تُصلى في الوقت بعد انتهاء صلاة العشاء وحتى الفجر.

صلاة التهجد هي من العبادات التي يسعى إليها المسلمون طوال شهر رمضان، وهذا لما لها من فضائل يحصل عليها الشخص من خلال الحفاظ عليها.