تجربتي مع شيطان الحسد

كان شيطان الحسد سببًا في عدم قدرتي على عيش حياتي بشكل طبيعي لفترة طويلة من الوقت، ومروري بالكثير من الأيام الصعبة، لكن حمدًا لله أنني تخلصت منه، واستطعت استعادة حياتي السعيدة مرة أخرى.

كيف تعرف أنك مُصاب بشيطان الحسد !

لم أعرف بشأن معاناتي مع شيطان الحسد إلا بعد مرور سنة كاملة على حدوث الأمر، فقد كانت تظهر عليّ بعض الأعراض لكنّي اعتقدت أنها نتيجة الإرهاق والتعب الذي أتعرض له في العمل.

وعدم حصولي على قسط كافي من الراحة، مثل الشعور بثقل في الكتفين، والشد بالرقبة، وتنميل أطراف القدم والأصابع.

لكن الأمر بدأ يتطور ولم يعُد يقتصر على التعب والإرهاق، وإنما بدأت أميل إلى العُزلة والابتعاد عن المُقربين مني، وأخاف كثيرًا عند سماع الآذان ولا أعلم لماذا يحدث ذلك، وبمرور الوقت لاحظت أن رعشة متكررة تصيبني باستمرار.

ذهبت إلى الطبيب وأخبرته عن بعض الأعراض الصحية، مثل: الصداع الحاد وتنميل الأطراف، وزيادة حركة الجسم بشكل مفرط، لكن كل ما حصلت عليه من نتائج الفحوصات الطبية كانت سليمة، وهو ما زاد من تشتيتي.

بدأت أتأقلم مع الأمر حتى قابلت صديقة قديمة لي، والتي أخبرتني أنني على غير عادتي.. حزينة وبشرتي مائلة إلى اللون الأصفر بشكل غريب، وبعدما أخبرتها بما أمر به قالت لي: حتمًا مُصابة بشيطان الحسد.

لم أفهم ما قالته ولم أسمعه من قبل، لذا بدأت أستفسر عنه، فسألتني سؤال وقالت إنها ستخبرني بما أريده بعدما أُجيب، وسألتني عما إذا كنت أسرد كل شيء جيد يحدث في حياتي للناس من حولي، حتى ولو كانوا مقربين.

بدأت أتذكر ما كنت أفعله، وحماسي عندما أخبرت الجميع عن وظيفتي الجديدة، ومن ثم سرد قصة حبي على صديقاتي، وسعادتي في هذا الوقت جعلتني غير مُدركة ما قد يحمله لي الآخرون في صدورهم.

عندما أخبرتها بذلك أكدت لي أنني مُصابة بشيطان الحسد، إذ مرت أختها بنفس التجربة، لكن نصحتني بالاستعانة بشيخ معالج بالقرآن، وشجعتني على الذهاب.

قررت الانتظار بعدها لكن بدأت الأعراض تزداد سوءً، إذ أُصِبت بالتقيؤ المستمر، وبرودة الأطراف، وفقدان الشهية تمامًا، وبمرور بعض الوقت فقدت جزء كبير من وزني وبدا شكلي هزيلًا، ورُغم كل الأدوية الطبية التي وُصفت لي لم تتحسن حالتي الصحية أبدًا.

لذا اتصلت بصديقتي وأخبرتها أن تأخذني إلى الشيخ الذي عالج أختها، وعندما ذهبنا وأخبرته عما واجهت من الأعراض أكد لي أنها أعراض شيطان الحسد، لكن أخذ يُطمئنني أن الأمر سيكون بخير.

ثم أخبرني أنه سيقرأ عليّ بعض الآيات القرآنية ليتأكد من إصابتي بهذا الشيء، فبدأ يقص عليّ آيات القرآن التي تتضمن النار والعين والبعث، وهنا شعرت برغبة شديدة في النوم، واستمررت في التثاؤب ، ومن هنا تأكدت من إصابتي بالحسد.

لا يفوتك أيضًا:  اعراض العين في البطن وكيفية علاج الحسد

تجربتي مع شيطان الحسد والشفاء منة

أخبرني الشيخ أن العلاج مما أعاني قد يستغرق بعض الوقت لكنّه يُطبق في النهاية، إذ بدأ يذكر الرقية الشرعية، وآيات من سورة البقرة، وفي هذه الأثناء مررت بالأعراض الجسدية التي أشارت إلى بداية الشفاء وخروج الحسد من جسمي.

1- أعراض الرقية الشرعية

• خروج أصوات قرقرة من البطن.
• الإسهال وخروج الغازات.
• القيء والتعرق المفرط.
• ظهور بقع على الجسم.

2- أعراض سورة البقرة

• التعرق وخروج الغازات.
• خروج اللعاب الكثير من الفم.
• الشعور بآلام حادة في البطن.
• الرعشة وزيادة نبضات القلب.
• صعوبة في التنفس، والبكاء.
• ظهور بقع دائرية حمراء على الجسم.

استمرت جلسة العلاج بالقرآن، ورُغم التعب الشديد الذي شعرت به في هذا الوقت، إلا أن النتائج كانت تستحق، فبدأت أشعر بالراحة النفسية، وعادت لي رغبتي في التقرب إلى الله مرة أخرى، ومن ثم بدأت تظهر عليّ أعراض الشفاء التام.

• التعرق الشديد.
• كثرة العطاس والتثاؤب
• زوال الأعراض المرضية وأعراض الاكتئاب.
• الغثيان والقيء.
• انتهاء الكوابيس.
• عدم ظهور أي أعراض على المحسود عند الرقية.
• البهجة والسعادة بوجود المُحيطين.
• نضارة البشرة بعد زوال اصفرارها.
• الشعور بالراحة في الصدر.
• الرغبة في الصلاة والدعاء.

بعد انتهاء الكابوس الذي عِشت فيه مطولًا عاد لي شعوري بالسكينة والأمان ثانيةً، وقد نصحني الشيخ بضرورة الحفاظ على قراءة الرقية الشرعية يوميًا، إضافةً إلى أذكار الصباح والمساء، وأيضًا في وقت النوم؛ لتحصين نفسي من كل شر قد يُصيبني.

لا يفوتك أيضًا:  قصتي مع القسط الهندي للسحر والحسد

كيف تحمي نفسك من الحسد

من خلال تجربتي مع شيطان الحسد علمت كيف لي أن أحصن نفسي منه لئلا يعود مرة أخرى، وتحصين النفس من العين بشكل عام، لذا أشارك ما علمته معكم لعل أحد منكم كان يمر بنفس المشكلة ليستفيد.

• الالتزام بتقوى الله : إذا التزم العبد بتقوى الله تعالى، من خلال البُعد عن المحرمات، منحه السكينة والأمان، وحفظه من كل شر قد يُصيبه، حيث يُعد ارتكاب المعاصي سببًا لدخول الجن جسم الإنسان .
• الحفاظ على الأذكار : ذِكر الله هو أفضل حل لحماية المسلم ونجاته من كل ما يُدبر له من المهالك، لذا عليه دائمًا أن يقرأ القرآن الكريم، والأفضل هو محاولة حفظه وتدبره وفهم معانيه.
• إخفاء الأمور الشخصية عن الناس : إن الخوف من العين والحسد واجب لتجنبهم، لكن في الحدود المعقولة، فقط يلزم إخفاء المحاسن عن الآخرين، حيث تُعد تلك من وسائل الأخذ بالأسباب.

في ختام تجربتي مع شيطان الحسد الحسد قاتل.. يُمكنه قلب حياة الإنسان رأسًا على عقب، وسلب كل الأشياء الجميلة منه، لكن مع ذكر الله وتحصين النفس يُمكن التخلص منه بسهولة.