أسماء أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم بالترتيب

أ / عمرو عيسى

رُزِق النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأولاد الذكور والإناث، ولِما كان خاتم المرسلين كانت حكمة الله ألا يبقى له ذكور على قيد الحياة، وكان له الإناث، وهن قد عشن معه صلى الله عليه وسلم، ومات جميع أولاده في حياته، إلا واحدة قد قُبِضت بعده.

أسماء أبناء الرسول الذكور

أسماء أبناء الرسول

1- القاسم بن محمد

كان أكبر أبناءه عليه الصلاة والسلام، وبه كان يُكنى النبي، قيل إنه وُلد بمكة قبيل البعثة بعام واحد، ومات في سن صغير قبل أن يتم الرضاعة، لكنه كان يمشي، فقد عاش قرابة العامين.

قيل إنه فقد عاش سبعة عشر شهرًا، كان أول أولاده صلى الله عليه وسلم، وأول من مات له، إلا أنه قد اختلف في فواته هل كان قبل الدعوة أم بعدها، والأكثرون على وفاته بعدها.

وفاة القاسم

حزن النبي حزنًا كبيرًا على موت القاسم، حتى أن العاص بن وائل قد قال: “لقد أصبح مُحَمَّد أبتر”فحزن النبي حتى أنزل الله تعالى:

“إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”)  [1]

أي إن مبغضك وهو العاص هو الأبتر المنقطع عن كل خير، فأعطاه الله عز وجل نهرًا في الجنة، تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.

2- عبد الله بن محمد

ولد بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يلقب بالطاهر والطيب؛ لأنه ولد بعد الإسلام، ولم يلبث إلا أن توفي بعد أخية بزمن يسير، وكان صغيرًا، هو ولد رسول الله من السيدة خديجة رضي الله عنها. قال النووي: “كان له -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة بنين : القاسم وبه كان يُكَّنَّي، وُلِدَ قبل النبوة، وتوفي وهو ابن سنتين، وعبد الله وسُمي الطيب والطاهر، لأنه وُلِدَ بعد النبوة…”.

3- إبراهيم بن محمد

وُلد في ذي الحجة، في العام الثامن من الهجرة، وتوفي وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وهو ولد الرسول من جاريته مارية القبطية ، توفي بالمدينة، في السنة التاسعة بعد الهجرة.

لا يفوتك أيضًا:  عدد أبناء الرسول (ص) الأولاد والبنات

حادثة وفاة إبراهيم

حزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفجع على موت إبراهيم كما فُجع على كافة أبناءه، إلا أنه استقبل تلك المصيبة باليقين والرضا، فقد روى أنس بن مالك أنه قال:

“دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ… [2]

…فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ:

يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.” [3]

كما يذكر أن الشمس قد انكسفت يوم أن مات إبراهيم، فظن الناس أنها قد انخسفت لموته، وقالو: انكسفت لموت إبراهيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

“إنَّ الشمسَ والقمرَ لا يَنكَسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكنهما آيتانِ من آيات اللهِ، يخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه، فإذا رأيتُم ذلك، فصلُّوا وادعُوا حتى ينكشِفَ ما بكم.” [4]

لا يفوتك أيضًا:  من هو الشخص الوحيد الذي قتله الرسول

أسماء أبناء الرسول البنات بالترتيب

أسماء أبناء الرسول

1- السيدة زينب

هي كبرى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوجها أبي العاص بن الربيع، وهو ابن خالتها، تزوجت قبل الإسلام، ثم أسلمت مع أمها خديجة رضي الله عنها، إلا أن زوجها ظل كافرًا.

لم تهاجر السيدة زينب مع رسول الله، بل ظلت مع زوجها بمكة، ثم تبعت أبيها بعد ذلك وفُرقت عن زوجها.

هاجر أبي العاص إلى المدينة معلنًا إسلامه فرد الرسول زوجته إليه، ولدت منه أُمامة، ولم تعش طويلًا بعد ذلك، فقد توفيت في العام الثامن بعد الهجرة، تاركة ابنتها الصغيرة.

2- السيدة رقية رضي الله عنها

ولدت وكان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- 33 سنة، أسلمت مع أمها وهي ابنة سبع سنين، وكانت تكنى بأم عبد الله.

زوجها عثمان بن عفان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت رقية وزوجها عثمان أول من هاجرا إلى الحبشة بعدما اشتد الأذى على المسلمين.

وُلدت ابنها عبد الله بعد أن هاجرت إلى الحبشة، وعادت هي وزوجها إلى مكة بعد فترة مع بعض المهاجرين، ثم هاجرت إلى المدينة ولم تلبث زمنًا طويلًا في مكة، لذا فإنها كانت تكنى بذات الهجرتين.

ابتُليت بوفاة ابنها عبد الله، والذي لم يتم سوى العام السادس من عمره، ثم مرضت بالحمى، وكان عثمان -رضي الله عنه- يرعاها ويمرضها.

أثناء مرضها كانت غزوة بدر فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان أن سيظل بجوارها فلم يتمكن من الخروج معهم.

روى عبد الله بن عمر قال:

“إنَّما تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عن بَدْرٍ، فإنَّه كَانَتْ تَحْتَهُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وسَهْمَهُ”. [5]

توفيت وعمرها 22 سنة، ودفنت بالبقيع، وكان وفاتها يوم بدر، لما عاد النبي من غزوة بدر كانت قد دفنت، فذهب على قبرها في البقيع وأخذ يدعو لها بالرحمة.

3- أم كلثوم رضي الله عنها

هي ثالث بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمت وهاجرت بعد رسول الله، والتي زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عثمان بن عفان بعد وفاة أختها رقية رضي الله عنها، وكانت بِكرًا.

توفيت أم كلثوم في السنة التاسعة من الهجرة في شعبان، وشهد رسول الله دفنها وجمع من صحابته، فقد روى أنس بن مالك أنه قال:

“شَهِدْنَا بنْتًا لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَالِسٌ علَى القَبْرِ، قالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمعانِ، قالَ: فَقالَ: هلْ مِنكُم رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قالَ: فَانْزِلْ قالَ: فَنَزَلَ في قَبْرِهَا.” [6]

4- فاطمة رضي الله عنها

هي أصغر بنات رسول الله، ولدت قبل البعثة في السنة الخامسة، هاجرت إلى المدينة، وفي العام الثاني من الهجرة تزوجت بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

في العام الثالث من الهجرة رُزقت فاطمة بالحسن ابنها الأول، ثم في السنة الرابعة من الهجرة في شهر شعبان رزقت بالحسين، وفي العام الخامس من الهجرة ولدت ابنتها الأولى زينب، ثم بعدها رزقت بأم كلثوم بعد ولادة زينب بعامين.

هي وحدها من عاشت إلى أن شهدت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يمض على وفاته سوى ستة أشهر إلى أن لحقت به فاطمة، فماتت في شهر رمضان في اليوم الثاني في السنة الحادية عشرة بعد الهجرة، ودفنت بالبقيع.

كانت رضي الله عنها أشبه الناس بأبيها، حتى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال عنها:

“فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي.” [7]

كما قال عليه الصلاة والسلام:

“حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ.” [8]

إن الله عز وجل قد رزق نبيّه بالأولاد والبنات استكمالًا للفطرة البشرية، ثم أخذ البنين في الصغر؛ حتى لا يكون ذلك مدعاة للفتنة بين الناس وادّعائهم النبوة بعد رسول الله.

المراجع
  1. سورة الكوثر
  2. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1303 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1303)، ومسلم (2315)
  3. الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1303 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  4. الراوي: أبو بكرة وأبو مسعود وعبد الله بن عمر والمغيرة بن شعبة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 1644 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
  5. الراوي: عبد الله بن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3130 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  6. الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1285 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  7. الراوي: المسور بن مخرمة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3767 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  8. الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 3878 | خلاصة حكم المحدث: صحيح