هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط وحكم دخول مكة من غير إحرام

عبدالرحمن محمد

يعد الإحرام من أولى مناسك الحج والعمرة، وهو أول عمل يقوم به المسلمون بمجرد شروعهم في أداء مناسك الحج أو العمرة، فبموجبه يتم الامتناع عن جميع المحرمات، ولكن هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط وحكم دخول مكة من غير إحرام؟ هو ما نتعرف عليها.

هل يجوز لبس ملابس الإحرام للطواف فقط ؟

يعد الطواف بالبيت الحرام عبادة في حد ذاتها، بالإضافة إلى كونه عبادة منفصلة عن مناسك الحج والعمرة، ولهذا أجازت الشريعة الإسلامية ارتداء ملابس الإحرام أثناء الطواف فقط لغير المحرم، ولو طاف بالبيت الحرام بملابس العادية جاز له ذلك وأُجزي خيرا عن هذا الفعل.

أما الحاج أو المعتمر فلا يجوز له أن يطوف بالبيت إلا بغير ملابس الإحرام.

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز تقديم طواف الافاضة مع القدوم ابن باز

أنواع الطواف

هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط وحكم دخول مكة من غير إحرام

يأتي الطواف بالبيت الحرام على عدة أشكال قد يتبعها المسلم الحاج، وهي:

  • طواف القدوم.
  • طواف الزيارة.
  • طواف الوداع .
  • طواف النذر.
  • طواف التطوع: ويستحب الإكثار من هذا النوع لما فيه من خير كثير وقد تم الاستدلال على ذلك من الأحاديث التي وردت في هذا الشأن والتي تحث على الإكثار من طواف التطوع والتي منها قوله صلى الله عليه وسلم “من طاف بهذا البيتِ أسبوعًا فأحصاه، كان كعِتقِ رقبةٍ، لا يضعُ قدمًا، ولا يرفعُ أخرى، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، وكَتب له بها حسنةً”

حكم دخول مكة بغير إحرام

يختلف حكم دخول مكة من غير إحرام على حسب مرات القدوم، فإن اعتاد الشخص دخول مكة دون عقد النية على حج أو عمرة فإن الشريعة الإسلامية أجازت له دخول مكة من غير ارتداء ملابس الإحرام، وله أن يطوف بالبيت وأن يصلي فيه بثيابه العادية دون حرج في ذلك.

أما عن كان قاصدًا مكة لأداء فريضتي الحج والعمرة فلا يجوز له أن يدخلها إلا بملابس الإحرام وأن يحرم من الميقات المحدد لبلده، ويمتنع عن ارتداء المخيط.

وتجدر الإشارة إلى أن العمرة واجب أدائها على المسلم مرة واحدة في العمر، مثل فريضة الحج ما لم يكن عليه نذر، فلو لم يؤد المسلم فريضة العمر وجب عليه عند دخول مكة أن يؤديها، وبعد ذلك يمكن له دخول مكة من غير ملابس الإحرام.

هل يجوز لبس الإحرام بدون عمرة؟

قال ابن باز أنه لا يجوز للمسلم أن يرتدي ملابس الإحرام بدون أن يؤدي فريضة العمرة، بل إنه يجب عليه أن يقوم بجميع مناسك العمر طالما ارتدى ملابس الإحرام، وعلى هذا فإن المسلم إذا ارتدى ملابس الإحرام وشرع في أداء المناسك فلا يجوز له أن يتحلل من ملابس الإحرام إلا في حالتين هما:الانتهاء من جميع النسك، أو الحصر.

جاء ذلك وفقًا لقوله تعالى في محكم التنزيل

”وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

ومن فعل ذلك عن عمد، آثم ويجب عليه الرجوع إلى إتمام المناسك وأن يتوب ويندم على ما فعل.

هل يجوز الطواف بالمخيط؟

أباحت الشريعة الإسلامية الطواف بالبيت الحرام بالملابس العادية طالما لم يكن المسلم محرمًا.

كذلك يجوز للحاج أو المعتمر الطواف بالبيت بالملابس العادية في حالة إذا تم إتمام جميع مناسك الحج وقد تم التحلل الأصغر من ملابس الإحرام والذي يكون بقيام المحرم بثلاث أمور، وهي رمي جمرة العقبة، والتحلل بالحلق أو التقصير وأخيرا طواف الإفاضة.

فلو قام المحرم بفعل اثنين من هذه الأمور الثلاثة كأن يكون رمي جمرة العقبة وحلق أو قصر فبهذا يكون قد تحلل الأول وبها يباح له استعمال الطيب وقص الأظافر ولبس المخيط لكن لا يجوز له لمس النساء.

أما التحلل الثاني وهو التحلل الأكبر الذي يكون بالانتهاء من طواف الإفاضة الذي يجوز له أن يؤديه المسلم بملابس العادية وبموجبه يحل له ملامسة النساء، علمًا بأن هذا النوع من الطواف يؤديه المحرم وغيره، وذلك لأن الطواف بالبيت عبادة في حد ذاته، ولا يقتصر على الحج أو العمرة.

لا يفوتك أيضًا:  30+ دعاء العمرة الطواف والسعي مكتوب مع الصور

متى يجوز الطواف بالبيت بغير ملابس الإحرام؟

يجوز للمسلم أن يدخل بيت الله الحرام ويطوف به وقتما شاء، ولا يلزمه ارتداء ملابس الإحرام طالما كان غير محرمًا لأداء فريضتي الحج أو العمرة وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم

“لا تَمنَعوا أحدًا يطوفُ بهذا البيتِ، ويُصَلِّي أيَّ ساعةٍ شاء من ليلٍ أو نهارٍ” .

وفي رواية:

“يا بني عبدِ مَنافٍ، لا تمنَعوا أحدًا طاف بهذا البيتِ وصلَّ”.

فهذا الحديث يدل على أن يجوز لكل مسلم أن يطوف بالبيت بملابسه العادية مجرد دخوله بيت الله الحرام لما فيه من فضل عظيم وأجر كبير واقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الطواف بالبيت بالملابس العادية بعد التحلل الأصغر؟

بعد أن يتحلل المسلم من ملابس الإحرام بالتحلل الأصغر الذي يكون برمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير فإنه يجوز له أداء طواف الإفاضة بالملابس العادية وقص الشعر وقص الأظافر دون ملامسة النساء التي تكون بعد التحلل الأكبر وهو انتهاء الحاج أو المعتمر من طواف الإفاضة، وذلك لأن الطواف عبادة بحد ذاتها يؤديها المحرم وغير المحرم عند قصد بيت الله الحرام.

حكم الطواف أقل من سبعة أشواط تطوعًا

من المعروف أن عدد أشواط الطواف سبعة أشواط ولكن لو كان هذا الطواف تطوعًا فما عدد أشواطه، فاختلف الفقهاء على من يطوف بالبيت أقل من سبعة أشواط في طواف التطوع وقد جاءت آرائهم على النحو التالي:

المالكية والشافعية لا يجوز للمسلم أن يطوف بالبيت أقل من سبعة أشواط، حتى وان كان هذا الطواف

تطوعًا حتى يحصل المسلم على أجرها وينال ثوابها.

الحنيفية يجوز للمسلم أن يطوف بالبيت أقل من سبعة أشواط، والأولى أن يؤديها كاملة حتى يحصل على أجرها

كاملًا أم لو أداها ناقصة فهو يحصل على أجر بمقدار ما طاف.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء الطواف في كل شوط للعمرة والحج

شروط الطواف

هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط وحكم دخول مكة من غير إحرام

للطواف عشرة شروط على كل مسلم إدراكها، ليكون طوافه صحيح مقبول، وهي:

  1. النية
  2. ستر العورة
  3. الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
  4. أن يبدأ المسلم الطواف من الحجر الأسود
  5. أن يجعل المسلم البيت عن يساره
  6. أن يدخل المسلم الحجر الأسود ضمن الطواف
  7. أن يقع الطواف في المكان المخصص له داخل المسجد الحرام
  8. أن يطوف المسلم سبعة أشواط كاملة
  9. الموالاة بين الأشواط السبعة
  10. المشي في الطواف للقادر

الى هنا نكون قد نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال والذي كشفنا من خلاله الإجابة على سؤال هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط وحكم دخول مكة من غير إحرام، بالإضافة إلى توضيح شروط الطواف وأهم الأحكام التي تتعلق به.