الأفلاج أين تقع ؟ وما أكثر ما يميزها

أ / عمرو عيسى

الأفلاج أين تقع ؟ وما أكثر ما يميزها؟ فكل رقعة في المملكة لها طابعها الخاص الذي يسرد عدد من الحكايات من خلال الآثار الباقية حتى يومنا هذا، وهذه المنطقة بالتحديد تتمتع بمكانة عالية بين سطور التاريخ، بفضل موقعها الجغرافي الذي تتساءل عنه اليوم، فتابع معنا ما العلاقة بين موقعها وتاريخها.

الأفلاج أين تقع

الأفلاج أين تقع

تقع منطقة الأفلاج ضمن نطاق المنطقة الجغرافية للرياض العاصمة، أي أنها جزء من نجد قلب شبه الجزيرة العربية.

تمتد على مساحة 54120 كم مربع، يمر بها طريق المعبد الواصل بين عسير جنوبًا بالعاصمة، تتوسط الأفلاج عدد من المناطق الهامة.

حيث يحدها من الجنوب منطقة السليل، وحوط بني تميمي والحريق شمالًا، أما الخرج فيحدها من الشمال الشرقي، ومن الناحية الغربية فيحدها القويعية.

لا يفوتك أيضًا:  كم عدد الدول العربية في اسيا

أماكن يجب أن تراها في الأفلاج

بعد معرفة الأفلاج أين تقع يجب أن تعرف المعالم التاريخية في هذه البقعة، فعلى الرغم من عدم الشهرة الواسعة التي تحظى بها، لكنها غنية بالمعالم الآثار التي يجب عليك رؤيتها يومًا ما.

لترى القصور القديمة التي لا يخلو منها وادي، أو الحصون المنيعة التي تتنافس مع الأشجار بل والنخيل على الرفعة والعلو وكذلك القوة.

قد تجد مدينة كاملة كانت في يوم من الأيام شاهد على أمجاد هذه البقعة من الأرض ومن تلك الآثار ما يلي:

  • وادي كرز الذي يعتبر من أكبر وديان الأحمر.
  • قرية صداء الواقعة بالبديع الجنوبي.
  • قصر أبو الأصفر الواقع في الأحمر.
  • جبل أكمه الذي يقرب من قرية واسط فالمسافة الفاصلة بينهما هي 10 كم فقط.
  • قصر جحا .
  • حصن مرغم الواقع في قرية الفويضلية.
  • الأحياء الشعبية المنتشرة في شرق المدينة وبالتحديد في أماكن الجو، المبرز بالإضافة إلى أم الذيابه.
  • القصر العادي.
  • قصر جعدة الذي يعتبر ضمن القلاع العسكرية المتميزة بعلوها ويقع بالتحديد جنوب السيح.
  • قصر صبحًا الواقع في قرية الهدر.
  • الأفلاج الشمالي يحتوي على قصر يٌعرف باسم قصر سلمى.

السر وراء تسمية الأفلاج

منطقة الأفلاج لم تأتي تسميتها هكذا اعتباطًا فهذه الكلمة هي الجمع من فلج التي تُعنى القناة المائية، لأن هذه المنطقة حتى وقت قريب كانت تزين الصحراء ب 17 عينًا.

أكبرهم يبلغ طولها كيلو ومائة متر وعلى الرغم من أن هذه العيون كانت مقصد للبشر على مر العصور ولكنها الآن جافة تاركة خلفها آثار تسرد جمالها وعظمتها.

أتي من المياه الجوفية الجارية في رشاقة تحت إقليم اليمامة، لجأ بعض الأشخاص إلى سياح العيون حتى تجري في القنوات لري الأراضي والاستفادة في الزراعة.

لذلك فجزء من هذه المنطقة أُطلق عليه منطقة السيح الشمالي، بينما الآخر بالجنوبي، فتسمية المكان قادرة بشكل كبير على سرد أحداث تاريخية.

تشبه هذه التجمعات المائية البحيرات بشكل كبير حيث إن عمقها يزيد عن ثلاثين متر، ومع ازدهار زراعة القمح في ثمانينات القرن الماضي واستهلاك المياه الجوفية بشكل كامل في زراعتها، جفت هذه العيون.

كان لقب العين الأكبر من نصيب عين الرأس بينما العين الأخيرة التي ظلت صامدة أمام الجفاف كانت أم هيب، وحرصت وزارة الزراعة على الحفاظ عليها من خلال سور ولكنها جفت بشكل نهائي عام 2000.

كما أن كل عين شاهدة على أحداث كبيرة، وكما ظلت تعطي البشر ما يحتاجون إليه من المياه، منحها البشر تسميتها الخاصة بها، فمثلًا نجد عين الهدار، الفضول، الرويس، أم درج، الباطن، أم برج، الشقلبات، أم البقر والمليحة.

لا يفوتك أيضًا:  أكبر الدول العربية مساحة بالترتيب

الأهمية الاقتصادية للأفلاج

الأفلاج أين تقع

لم تقتصر أهمية الأفلاج على عيون المياه فقط بل العلمية والعملية أيضًا حيث إن شركة أرامكو اكتشفت عدد كبير من الحقول النفطية في هذه البقعة.

في الشمال والشرق والأوسط، بكميات تجارية تضيف إلى اقتصاد السعودية وتزيد من إجمالي إنتاج النفط لها، بالإضافة إلى الكادر القادر على استغلال هذه الموارد على أفضل حال فلن يتقدم الاقتصاد بدون العلم.

لذلك فالأفلاج تحتوي على ما يقارب من 180 مدرسة حكومية، وبالنسبة للتعليم العالي فهي تفتح أبوابها لكل من يريد الالتحاق بكلية المجتمع، والعلوم والدراسات الإنسانية من خلال عدد من برامج الدبلومات المتنوعة والبكالوريوس.

لأن هذا ما يليق بهذه المدينة التي ظلت تمتع بالمكانة الاقتصادية الخاصة بها على مر العصور فمنذ القدم وهي ممرًا لكل التجار العرب.
مما فتح الفرصة لإنشاء سوق تجاري ضخم في هذه المنطقة لتكون مركز تجاري منذ مئات السنوات وساعدها في هذا العيون والأنهار والجداول التي تمتع بها.

بسبب توافر المياه بكميات مناسبة أصبحت منطقة زراعية ويعمل عدد كبير من أبنائها في زراعة النخيل فكانت بمثابة أفضل الأسواق التي تمتع بالمحاصيل الطازجة.

كما أن العملة المنتشرة في هذه المنطقة هي ألفرانسي الخاصة بدولة النمسا التي كانت تربطها علاقة وثيقة بالدولة العثمانية الحاكمة في هذا الوقت.

مع دخول العصر الحديث ظلت هذه المنطقة محتفظة بمكانتها التجارية حيث كانت السوق للسلع الغذائية والتجارية المتمثلة في الماشية.

أكبر دليل على هذه المكانة الطرق الذي يربط بينهما وبين العسير الجنوبي ويمتد حتى يصل إلى اليمن الشقيقة، وموقعها التجاري هذا جزء كبير من النمو الاقتصادي التي تشهده حتى يومنا هذا.

لا يفوتك أيضًا:  من المعارض التي تضم أبرز القطع الأثرية هي المتحف الوطني بالرياض

المناظر الطبيعية تغزو مدينة الأفلاج

تتميز هذه المدينة بالمناظر الطبيعية المتمثلة في الوديان فستجد عدد كبير منها ممتد في جميع أنحاء الأفلاج ومن أبرز هذه الوديان ما يلي:

وادي الهدار وادي برك
وادي طلحا وادي نويل
وادي الفويعية وادي العرس
وادي الثوير وادي المظل
وادي حراضة وادي بعيجا
وادي حرم وادي الخبي
وادي سدير وادي المرا
وادي كمع البارود وادي الغنية
وادي الغيل وادي الأحمر

السبب الرئيسي وراء كثرة الوديان في هذه البقعة هي الطبيعة الجيولوجيا لها حيث يتجاور الجبل مع السهول، فتأتي الأودية من جهة الغرب إلى الشرق.

أما على جوانب هذه الوديان تجد عدد من القرى، وتتجمع الأمطار في القلتات التي تحتفظ بالمياه لمدة سنة من بعد سقوط الأمطار.

المناخ السائد هو الصيف ذو درجات الحرارة المرتفعة وشتاء شديد البرودة، وعلى الرغم من ندرة الأمطار إلا أنها تسقط في فصل الربيع بجانب الشتاء.

هذه المنطقة من أراضي السعودية لها تاريخ عريق وتستحق حاضر على أحسن حال من أجل غدٍ أفضل، وأقل ما يمكن أن تقدمه لها ولعيونها هي المعرفة الكاملة بها وتقدير مقاومتها الطبيعية.